أرض الصومال.. الاعتراف أو عدمه قضية وجود
أرض الصومال.. الاعتراف أو عدمه قضية وجود
Time for Somaliland and the Dhulbahante to Talk
Time for Somaliland and the Dhulbahante to Talk
Op-Ed / Africa 3 minutes

أرض الصومال.. الاعتراف أو عدمه قضية وجود

بعدما صوتت دولة الجبل الاسود على الاستقلال في 21 مايو الماضي، تدرس العديد من البلدان احتمالات القيام بأمر مماثل. ومن بين المرشحين لذلك دولة تقع في القرن الافريقي، وكما ساعد الاتحاد الاوروبي في ادارة العملية بين الجبل الاسود وصربيا خلال السنوات الصعبة، عندما اثير الجدل حول السيادة، فإن الاتحاد الافريقي في حاجة لتولي المبادرة في مساعدة ارض الصومال والصومال في العثور على مستقبل سلمي ومزدهر، بغض النظر عن الاتفاقيات التي يتم التوصل اليه

ففي 18 مايو احتفلت جمهورية ارض الصومال بمرور 15 سنة منذ اعلنت استقلالها عن الصومال. وبالرغم من ان سيادتها غير معترف بها من أي دولة في العالم، فإن حقيقة انها ديموقراطية دستورية عاملة  تميزها عن معظم الهويات السياسية ذات التطلعات الانفصالية

وقد تقدم الرئيس ظاهر ريالي كاهين بطلب بلاده لعضوية الاتحاد الافريقي في ديسمبر من العام الماضي ويتعلق حقهم في اقامة الدولة على وضع المنطقة المنفصل خلال الفترة الاستعمارية عن باقي ما اصبح دولة الصومال ووجودها كدولة مستقبلة لفترة قصيرة في عقاب الاستقلال عن بريطانيا في الستينات. وبعدما دخلت طوعا في اتحاد مع الصومال من اجل حلم الصومال الكبرى (التي تشمل اجزاء من اثيوبيا وكينيا وجيبوتي)، تسعى الان لاعتراف العالم بها في اطار حدودها عند الاستقلال

الا ان الصومال ترفض ذلك. فحكومة الصومال الفيدرالية الانتقالية، التي لا تزال تسعى للتغلب والقضاء على الانقسامات الداخلية وفرض سيطرتها على جنوب الصومال، تدعي سيادتها على ارض الصومال. وقد اصبح الموضوع مصدرا متزايدا للتوتر

وحل وضع ارض الصومال ليس قضية واضحة مباشرة. فقضية الاعتراف، بالنسبة للجانبين، ليس مجرد قضية سياسية او قانونية ـ بل هي متعلقة بالوجود. فالكثير من الصوماليين الجنوبيين مرتبطون للغاية بفكرة جمهورية صومال متحدة، بينما العديد من ابناء ارض الصومال ـ الذين يخشون تجربة الحرب الاهلية، والهروب والنفي ـ يشيرون الى الوحدة بصيغة الماضي. وبالنسبة لجيل من شباب ارض الصومال، الذين ليست لديهم ذكريات لصومال متحدة مثل تلك التي يوليها شباب الجنوب تلك الاهمية، فإن سيادة ارض الصومال هي مسألة هوية

وطلبُ ارض الصومال بالانضمام لعضوية الاتحاد الافريقي هو فرصة لمنع خلافات متأصلة من التحول الى صراع مفتوح. ويجب ان يهدف تدخل الاتحاد الافريقي لخلق بيئة صالحة للحوار والتفاهم والتسوية السلمية للخلافات بدون تحيز للنتيجة النهائية. ويجب ان يواجه اطار الحوار بين ارض الصومال والصومال على اربع قضايا رئيسية وعملية

أولا، هل يتعين على أرض الصومال أن تكافأ على خلق الاستقرار والحكم الديمقراطي من خلال جزء من الفوضى التي هي دولة الصومال المنهارة ؟ فقد حققت ارض الصومال تقدما في بناء السلام والأمن والديمقراطية الدستورية في اطار حدودها القائمة في الواقع الفعلي

وعاد مئات الآلاف من اللاجئين والمهجرين في داخل البلاد الى بيوتهم، وأزيلت ودمرت عشرات الألوف من الألغام، وجرى توحيد ميليشيات القبائل في قوات شرطة وجيش موحدة. وأدى النظام السياسي التعددي والانتخابات التي تتسم بالمنافسة وتداول السلطة الى اقامة جمهورية أرض الصومال باعتبارها كيانا نادرا في القرن الفريقي والعالم الاسلامي

أما الأسئلة الثلاثة الأخرى فليست اقل حسما. فما هي آفاق حفظ السلام في جمهورية صومالية موحدة ؟ وهل ستؤثر مكافأة ارض الصومال بالاستقلال أو الحكم الذاتي الحقيقي على آفاق السلام في الصومال أم تؤدي الى صدامات اقليمية ؟ وما الذي ستكون عليه دلالات الاعتراف بأرض الصومال بالنسبة للنزاعات الانفصالية في أماكن اخرى من القارة ؟ هذه الأسئلة بحاجة الى تفحص ونقاش في ظل الزعامة الراسخة للاتحاد الأفريقي وليس تجاهلها على أمل ان تضمحل

وينبغي على الاتحاد الأفريقي أن يعين مبعوثا خاصا للتشاور مع جميع الأطراف المعنية ويعد تقاريره بشأن الأبعاد القانونية والأمنية والسياسية للنزاع ويقدم خيارات لحلول خلال ستة أشهر. وخلال الفترة التي يكون فيها النزاع موضع متابعة يتعين على الاتحاد الأفريقي أن يمنح أرض الصومال حالة مؤقتة شبيهة بحالة المراقب التي منحتها لـ 31 دولة غير أفريقية. وهذا سيضمن أن يكون موقف الاتحاد الأفريقي «بعيدا عن التعصب» تماما ويوفر للطرفين فرصا للتفاعل مع الدول الأعضاء قبل أي قرار نهائي. وبما أن الصومال هي الآن عضو في الاتحاد الأفريقي فان منح حالة المراقب المؤقت لأرض الصومال يمكن أن يساعد على ضمان تلقي فرصة عادلة من جانب طرفي النزاع

وأخيرا فان هناك نتيجتين محتملتين فحسب: صيغة معينة لدولة صومالية موحدة ( سواء في شكل فيدرالية أو كونفدرالية أو ترتيب وحدوي مركزي في ما يتعلق بالحكم الذاتي الواسع)، أو دول جارة مستقلة. ويتمثل التحدي الذي يقف أمام الاتحاد الأفريقي في اقامة زعامة محايدة من أجل ضمان تسوية دائمة سلمية وعادلة قبل أن تصبح المجابهة والعنف الخيار الوحيد الذي يتخيله كلا الطرفين

Subscribe to Crisis Group’s Email Updates

Receive the best source of conflict analysis right in your inbox.