Palestinians perform Friday prayer outside the Al-Rahma Gate (Gate of Mercy) at Al-Aqsa Mosque Compound, after the continued closure by Israeli police in Jerusalem on 22 February 2019. Faiz Abu Rmeleh / Anadolu Agency
Briefing / Middle East & North Africa 20+ minutes

نزع فتيل الأزمة عند باب الرحمة في القدس

 

مواجهة تلوح في الأفق بين المصلين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية بِشان مبنى مغلق في الحرم القدسي الشريف. ينبغي على إسرائيل والسلطات الدينية الفلسطينية إعادة فتح المبنى لتخفيف حدة التوترات في الموقع المقدس، الموقع الذي كانت حوادث صغيرة وقعت فيه من قبل قد أشعلت أحداث عنف استمرت مدة طويلة.

  • Share
  • حفظ
  • الطباعة
  • Download PDF Full Report

ما الجديد؟ في الحرم الشريف (جبل الهيكل) في القدس، تتصارع السلطات الإسرائيلية والمصلين الفلسطينيين على السيطرة على بناء مجاور لباب الرحمة. أغلقت السلطات الإسرائيلية البناء منذ العام 2003، لكن الفلسطينيين استعادوا السيطرة عليه بالقوة في شباط/فبراير، وحولوه إلى باحة للصلاة. تسعى إسرائيل الآن إلى عكس هذا التغيير.

ما أهمية ذلك؟ في الماضي، كانت حوادث ثانوية في الحرم الشريف تتسبب في عمليات تصعيد كبرى، خصوصاً عندما تسود تقلبات نسبية الوضع في قطاع غزة والضفة الغربية. النزاع على باب الرحمة، الذي يحمل رمزية كبيرة، فرض ضغطاً كبيراً على العلاقات الإسرائيلية بالأردن، المكلف بالوصاية على الحرم الشريف.

ما الذي ينبغي فعله؟ بعد إجراء إصلاحات طال أمد انتظارها، ينبغي على إسرائيل السماح بإعادة فتح المبنى والسماح للوقف، الذي يدير الحرم الشريف تحت الوصاية الأردنية، باستخدام المبنى بالشكل الذي تراه مناسباً، كأن يكون معهداً تعليمياً إسلامياً أو مصلى، من أجل المساعدة في ترميم العلاقات الإسرائيلية – الأردنية وتخفيف مخاطر اندلاع العنف.

I. لمحة عامة

لقد أدت الصراعات في الساحة المعروفة لليهود باسم جبل الهيكل وللمسلمين باسم الحرم القدسي الشريف أو مجمع المسجد الأقصى إلى وقوع بعض أكثر الأحداث دموية في الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، بما في ذلك أعمال الشغب التي اندلعت في العام 2000 والتي شكلت الشرارة التي أطلقت الانتفاضة الثانية. في الأسابيع الأخيرة، اندلعت من جديد التوترات في هذا الموقع الصغير (0.15 كم2 أو 37 هكتاراً)، والمشار إليه لاحقاً باسم الحرم القدسي الشريف.[fn]للحرم القدسي الشريف أهمية كبرى في الإسلام. وفي التراث اليهودي، يحتوي على حجر أساس خلق العالم، الذي كان إبراهيم على وشك التضحية بابنه إسحق عليه؛ وهو المكان الذي قام عليهما الهيكلان الأول والثاني (اللذات تدمرا في العام 586 قبل الميلاد و70 ميلادية على التوالي.) يتمثل الجزء الوحيد المتبقي من المجمع القديم في الجدار الاستنادي، المعروف في الديانة اليهودية بـ "كوتيل"، أو الحائط الغربي/حائط المبكى (للبكاء ورثاء دمار الهيكل الذي حدث هناك). في التراث الإسلامي كان الأقصى (الأبعد) مقصد النبي محمد في رحلته الليلية من مكة على ظهر حصانه المجنح (البراق) – ولذلك يسمى الحائط الذي ربط الحصان به "حائط البراق". ومن نفس حجر الأساس في الحرم الشريف، انطلقت رحلة النبي محمد إلى السماء ومن ثم إلى مكة. في الإسلام، يتمتع الحرم كله، وليس المبنيين الرئيسيين فيه (المسجد الأقصى وقبة الصخرة)، بقدسية المسجد، وهو المكان الأقدس بالنسبة للمسلمين، بعد مكة والمدينة.Hide Footnote تركز الصراع هذه المرة على بناء يقع على الحافة الشرقية للحرم، ويجاور مباشرة الباب الخارجي للمجمع والمسمى باب الرحمة.[fn]انظر الملحق 1: خريطة الحرم الشريف. البوابة الخارجية مغلقة منذ قرون. Melanie Holcomb, “The Closed Gate”, in Barbara Drake Boehm and Melanie Holcomb (eds.), Jerusalem 1000-1400: Every People Under Heaven (New Haven, 2016), pp. 129-130.Hide Footnote

في العام 2003، وفي أوج الانتفاضة الثانية، استصدرت إسرائيل أمراً قضائياً يحظر الوصول إلى مبنى باب الرحمة، متهمة لجنة التراث الإسلامي، التي كانت تستعمله كمكتب، بالانخراط في أنشطة إرهابية.[fn]لجنة التراث الإسلامي لجنة غير ربحية تعمل على حماية وتعزيز الثقافة الإسلامية والتراث الإسلامي في القدس، بما في ذلك المسجد الأقصى.Hide Footnote علاوة على ذلك، فإن المسؤولين الإسرائيليين يعتبرون أن البناء الواقع إلى أقصى جنوب الحرم الشريف هو فقط المسجد الأقصى. وبالتالي، فإنهم ينظرون إلى المباني الأخرى داخل الموقع المقدس بوصفها أجزاء من جبل الهيكل ولا تحظى بقدسية خاصة عند المسلمين. الفلسطينيون أدانوا القرار الأحادي بإغلاق المبنى، بل أدانوا مجرد مشاركة إسرائيل في إدارة الحرم الشريف لأنهم يعتبرون كامل منطقة المجمع جزءاً من المسجد الأقصى. إضافة إلى ذلك، وككل القدس الشرقية، فإنها أرض محتلة طبقاً للقانون الدولي. المملكة الأردنية الهاشمية، التي تقول إنها تضطلع بالوصاية الإسلامية على الموقع والتي توصلت إلى اتفاق سلام مع إسرائيل يمنحها "دوراً خاصاً" في إدارة الموقع، ترى في إغلاق إسرائيل للمبنى انتهاكاً لما يُعرف بالوضع الراهن.

ويشكل الوضع الراهن جملة من القواعد غير المكتوبة، المستمدة من مراسيم عثمانية تتعلق بإدارة المواقع المقدسة في القدس وبيت لحم تم توسيعها لتشمل الحرم الشريف في القدس خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر. منذ العام 1967، عندما بدأت إسرائيل احتلالها للضفة الغربية التي تضم القدس الشرقية والحرم الشريف، أعلن جميع رؤساء وزراء إسرائيل وملوك الأردن التزامهم بالوضع الراهن. غير أن كل طرف يفسر هذه القواعد بشكل مختلف، خصوصاً عندما تتعلق هذه القواعد بقضايا خلافية مثل الوصول إلى هذه المواقع، وصلاة غير المسلمين، والتنقيبات الأثرية والأشغال العامة.[fn]للمزيد من التفاصيل، انظر تقرير مجموعة الأزمات رقم 159، حالة الوضع الراهن في الحرم القدسي الشريف، 30 حزيران/يونيو 2015.Hide Footnote

بداية من شباط/فبراير من هذا العام، سعى الوقف الإسلامي الذي يدير المسجد الأقصى إضافة إلى عدة مدارس ومؤسسات إسلامية في سائر أنحاء القدس، إلى استعادة الوصول إلى بناء باب الرحمة، ما أطلق صراع قوى بين السلطات الإسرائيلية والمصلين الفلسطينيين.

II. الاندفاعة الأولى

في 14 شباط/فبراير، عقد مجلس الوقف، وهو الهيئة القيادية المحلية للأوقاف في القدس، اجتماعه الأول منذ وسّع الأردن تشكيلته قبل ذلك بأيام. اختتم رئيس الوقف الاجتماع الذي حضره مسؤولان أردنيان رفيعان، بإعلان أمله في أن يكون المجلس الجديد نموذجاً لتعزيز الرباط (وهو الالتزام الإسلامي للدفاع عن الأماكن الإسلامية المقدسة) في المسجد الأقصى، وأداة لمعالجة التهديدات التي يواجهها الوقف الإسلامي والهوية التاريخية للمدينة. ثم مضى أعضاء المجلس لإقامة صلاة ظهر ذلك اليوم داخل بناء باب الرحمة، الذي قيَّدت إسرائيل الوصول إليه لأكثر من عقد من الزمن.

ردت الحكومة الإسرائيلية بإغلاق الباب الواقع في أعلى الدرج المؤدي إلى المبنى، فمنعت بذلك الوصول إليه. على مدى الأيام القليلة التالية، قام المتظاهرون الفلسطينيون بشكل متكرر بكسر السلاسل والأقفال الموضوعة على الباب. في 20 – 21 شباط/فبراير، بدا أن الشرطة الإسرائيلية والوقف توصلا إلى تسوية يظل البناء بموجبها مغلقاً أمام المصلين، وسمحت الشرطة للوقف بوضع قفله الخاص على الباب. إلا أن المتظاهرين الفلسطينيين كسروا هذا القفل أيضاً.

اليوم التالي كان يوم جمعة، وهو اليوم الذي يجتمع فيه عشرات آلاف المسلمين الفلسطينيين بشكل روتيني في مجمع المسجد الأقصى لأداء صلاة الظهر. في الليلة السابقة، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية استباقياً 60 شخصاً من سكان القدس الشرقية قد يثيرون، على ما زعمت، الاضطرابات خلال صلاة الجمعة. إلا أن الاعتقالات، التي تمت دون وجود أوامر اعتقال أو توجيه تهم، لم تحقق النتيجة التي توختها إسرائيل. يوم الجمعة، اندفع المصلون الفلسطينيون في الحرم عبر الباب الواقع في أعلى الدرج وقام مسؤول في الوقف بفتح أبواب المبنى. تدفق المصلون إلى الباحة الرئيسية في المبنى وأقاموا صلاة شارك فيها عدد كبير من الناس داخل المبنى وفي باحاته للمرة الأولى منذ ستة عشر عاماً.

منذ ذلك الحين، حصلت إسرائيل على أمر من المحكمة يسمح للشرطة بإعادة إغلاق المبنى. إلا أن مسؤولاً إسرائيلياً جادل بأنه سيكون من المستحيل فرض الإغلاق دون المخاطرة بوقوع حمام دم. وبرأيه (وهو رأي أقلية)، فإن استبدال الأقفال والسلاسل غير مجدٍ بالنظر إلى أن آلاف المصلين الذين يترددون على الموقع أيام الجمعة سينزعونها، ووضع العشرات من رجال الشرطة في الموقع لفرض الإغلاق سيتسبب في نشوب عنف خطير.[fn]مقابلة أجرتها مجموعة الأزمات مع مسؤول إسرائيلي، القدس، 26 شباط/فبراير 2019.Hide Footnote

Israel has secured a new court order that would allow the police to reclose the building. But an Israeli official argued that it would be impossible to enforce the closure without risking a bloodbath.

The Israeli government responded by sealing a gate at the top of the stairway leading to the building, preventing access. Over the next several days, Palestinian protesters repeatedly broke the chains and locks placed on the gate. On 20-21 February, the Israeli police and the Waqf appeared to reach an accommodation to keep the building closed to worshippers, and the police allowed the Waqf to place its own lock on the gate. However, Palestinian protesters cut this lock as well.

The next day was a Friday, when tens of thousands of Palestinian Muslims routinely congregate at the al-Aqsa Mosque compound for noon prayers. The night before, Israeli police pre-emptively arrested 60 East Jerusalemites who, they claimed, might spark unrest during the Friday prayers. But the arrests, which were made without warrants or charges, did not achieve Israel’s intended result. On Friday, Palestinian worshippers at the esplanade broke through the gate located at the top of the stairs and a Waqf official unlocked the doors of the building. Worshippers poured into the building’s main hall and conducted large-scale prayer inside the building and in its yards for the first time in sixteen years.

Since then, Israel has secured a new court order that would allow the police to reclose the building. But an Israeli official argued that it would be impossible to enforce the closure without risking a bloodbath. In his view (a minority one), replacing locks and chains is futile as the tens of thousands of worshippers frequenting the site on Fridays would remove them, and stationing dozens of police at the site to enforce the closure could ignite serious violence.[fn]Crisis Group interview, Israeli official, Jerusalem, 26 February 2019.Hide Footnote

III. المضامين السياسية للأزمة

لباب الرحمة أهمية دينية خاصة. طبقاً للتراث اليهودي، فإن المسيح سيدخل منطقة الهيكل من هذا الباب. ويربط التراث الإسلامي الموقع بآية قرآنية تتحدث عن جدار فيه باب يفصل رحمة السماء عن عذاب جهنم. المسيحيون بدورهم يشيرون إليه بوصفه بالباب الذهبي، ويعتقدون بشكل عام بأن المسيح دخل القدس من هذا الباب.

يخشى المسلمون في فلسطين وخارجها من أن إسرائيل تريد تحويل بناء باب الرحمة إلى كنيس.[fn]مقابلات أجرتها مجموعة الأزمات مع فلسطينيين مقدسيين، القدس، شباط/فبراير 2019.Hide Footnote  تستند هذه الهواجس جزئياً إلى رسالة كتبها كبير حاخامات إسرائيل، مردخاي إلياهو في العام 1985 يشير فيها إلى إمكانية بناء كنيس على جبل الهيكل "فوق سطح بوابتي الرحمة المزدوجتين أو إلى الشمال منهما".[fn]جعل الحاخام إلياهو ذلك مشروطاً بـ "السيطرة على الدخول والخروج، بحيث لا يتمكن [اليهود] من تجاوز المناطق المسموح بها [طبقاً للقانون اليهودي]". Rabbi Yizhak Shilat, “Arguing, but without misstating the truth”, Arutz 7, 2 January 2019.. كمعاون لوزير الشؤون الدينية، قاد عضو الكنيست إيلي بن دهان (2013-2015) من حزب البيت اليهودي عملية صياغة أنظمة الصلاة في جبل الهيكل. طبقاً ليعقوب هايمن، رئيس مؤسسة جبل الهيكل وتراث الهيكل، فإن باب الرحمة كان أحد المناطق المحددة التي درسها بن دهان عندما كان يحاول تحديد الموقع في المجمع للصلاة اليهودية. Yosef Arenfeld, “A Struggle without Mercy”, Artuz 7 (Hebrew), 28 February 2019.. لقد أطلقت جمعية إيشاي لتأسيس الكُنس على جبل الهيكل، والتي كان أحد مؤسسيها الحاخام شموئيل إلياهو، ابن الحاخام مردخاي إلياهو، حملة لتأمين المزيد من الدعم الشعبي والحاخامي لقضية تأسيس الكُنس في الحرم الشريف، في ضوء أزمة باب الرحمة. مقابلة أجرتها مجموعة الأزمات مع حاخام قومي متدين، القدس، 20 آذار/مارس 2019. Hide Footnote  كما أنهم قلقون بشأن الأنشطة الدينية لنشطاء جبل الهيكل (الذين يدعون لإقامة الصلاة اليهودية في الحرم الشريف، وأيضاً فرض السيادة الإسرائيلية عليه) الذين يتبعون عند زيارتهم الموقع مساراً محاذياً لمبنى باب الرحمة ويتوقفون عند زاوية باحات المبنى لقراءة التوراة.[fn]مقابلات أجرتها مجموعة الأزمات مع فلسطينيين مقدسيين، القدس، شباط/فبراير 2019. النشاط اليهودي عند مقبرة باب الرحمة، خارج الحرم الشريف ووراء جداره الشرقي تغذي أيضاً مخاوف الفلسطينيين. Nazmi Jubeh, “The Bab al-Rahmah Cemetery: Israeli Encroachment Continues Unabated”, Journal of Palestine Studies, vol. 48, no. 1 (Autumn 2018), pp. 88-103.Hide Footnote

لقد أضافت المقاربة المهادنة على نحو متزايد للشرطة الإسرائيلية حيال نشطاء الهيكل هؤلاء إلى الشعور بأن الوضع ينذر بالخطر. في آب/أغسطس 2003، أعادت إسرائيل بشكل أحادي فتح الموقع أمام غير المسلمين، الذين كانت إسرائيل قد منعت دخولهم منذ أطلق الفلسطينيون الانتفاضة الثانية في أيلول/سبتمبر 2000.[fn]على عكس الواقع السائد منذ آب/أغسطس 2003، كانت الشرطة الإسرائيلية قبل العام 2000 تنتشر خارج المجمع. وكان الوقف يبيع بطاقات الدخول لغير المسلمين الراغبين بدخول قبة الصخرة، والمسجد القبلي والمتحف الإسلامي. وكان وصول غير المسلمين يتطلب التنسيق مع مجلس الوقف المدعوم والمعين من قبل الأردن. كان بوسع غير المسلمين دخول المعابد في الموقع بعد شراء البطاقات. كما كان بوسعهم الدخول أيام السبت واستخدام المساعدات البصرية التي تظهر المعابد اليهودية القديمة. بشكل عام، كان للموقع سمة أكثر سياحية من السمة السائدة اليوم، حيث يعطي الشعور بأنه منطقة صراع. المناخ الأكثر هدوءاً كان يعني أن اليهود المتدينين الذين كانوا يدخلون الموقع كانوا يتعرضون لقدر أقل من الرقابة الوثيقة سواء من قبل سلطات الوقف أو الشرطة الإسرائيلية.Hide Footnote  لكن الزوار من اليهود المتدينين كان يرافقهم حراس الوقف والشرطة الإسرائيلية. وكان الحراس، عندما يشاهدون حالات إقامة صلاة يهودية، يشتكون لضباط الشرطة الذين يقومون عندها بإخراج الزوار من الموقع لانتهاكهم الحظر على صلاة غير المسلمين، الذي يشكل أحد مكونات 'الوضع الراهن'. لكن خلال العامين الماضيين تقريباً، كانت الشرطة الإسرائيلية تبقي حراس الوقف بعيدين، وسمحت بإقامة الصلاة اليهودية الفردية الصامتة. سعى حراس الوقف للحد من هذه الممارسة من خلال صدامات متكررة مع الشرطة الإسرائيلية، لكن دون نجاح يذكر.[fn]مقابلة أجرتها مجموعة الأزمات مع أحد نشطاء الهيكل، القدس، 25 شباط/فبراير 2019. مقابلة أجرتها مجموعة الأزمات مع أحد حراس الوقف، القدس، 14 شباط/فبراير 2019.Hide Footnote

لقد ألحقت عدم قدرة الوقف على منع هذه الأنشطة الضرر بمصداقيته بوصفه مدافعاً عن الموقع. أحد القادة المخضرمين للفرع الجنوبي للحركة الإسلامية في إسرائيل اشتكى قائلاً: "لقد بات مشايخ الوقف ضعفاء جداً هذه الأيام. يشعر الناس بأنهم غير قادرين على حماية المسجد. قبل عشرين عاماً، كان الأشخاص الذين يزورون المسجد يقبلون أيديهم. اليوم يتطوع الشباب لحماية الأقصى بدلاً منهم، لكنهم لا يمتلكون استراتيجية أو رؤية شاملة، بل كل ما يملكونه هو حجارة ومفرقعات".[fn]مقابلة أجرتها مجموعة الأزمات، القدس، كانون الثاني/يناير 2019.Hide Footnote

رغم أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لم تعطِ أي مؤشر على أنها تعتزم القيام أحادياً بناء كنيس في الموقع، فإن القادة الإسرائيليين طرحوا الفكرة خلال مفاوضات الوضع النهائي مع نظرائهم الفلسطينيين.[fn]مستشار كبير سابق لرئيس الوزراء إيهود باراك كتب: "اقترح باراك بناء كنيس في مكان ما على الحدود الشمالية الشرقية للجبل". Yossi Alpher, “Temple Mount/Haram al Sharif”, Bitterlemons, 5 June 2002.. أثار المقترح غضب الفلسطينيين. "في المداولات بشأن القدس، تبنى باراك، ووزراؤه، وأعضاء وفده خطاب أكثر اليهود الأصوليين تطرفاً. فجأة بدأ العلمانيون يتحدثون بلغة يتجنبها حتى بعض الحاخامات الإسرائيليين. وفجأة، أصبح السماح لليهود بالصلاة في الحرم الشريف مطلباً إسرائيلياً محورياً. الأمر الأكثر خطورة هو أن المسؤولين الأميركيين تبنوا ذلك الموقف مباشرة، دون أن يعوا حقيقة أنهم كانوا يلعبون بمتفجرات يمكن أن تشعل الشرق الأوسط والعالم الإسلامي. كما أنهم لم يحاولوا فهم أنهم يضيفون بُعداً دينياً للصراع بطريقة تجعل اشتعال الوضع أمراً محتوماً". Akram Haniyeh, “The Camp David Papers”, Journal of Palestine Studies, vol. 30. no. 2 (Winter 2001), pp. 75-97.Hide Footnote  يتمثل أحد الهواجس بالنسبة للقادة الإسرائيليين في أن السماح للوقف بتحويل المبنى إلى مصلّى ذو مكانة مميزة يشكل حكماً مسبقاً على مفاوضات الوضع النهائي حيال هذه المسألة.[fn]مقابلة أجرتها مجموعة الأزمات مع مفاوض إسرائيلي سابق، القدس، 28 شباط/فبراير 2019.Hide Footnote  وزير الأمن العام الإسرائيلي جلعاد أردان تعهد بأنه "لن يكون هناك مسجد جديد على جبل الهيكل".[fn]Yasser Okbi, “Israel Expected to Shut Mosque at Golden Gate This Week”, Ma’ariv, 10 March 2019.Hide Footnote على الجانب الفلسطيني، لم يعبر أي زعيم فلسطيني عن الاستعداد للسماح ببناء كنيس في الموقع، الذي يعتبرونه كله مسجداً.

ملك الأردن، بوصفه الوصي على المواقع الإسلامية في القدس، يعتبر النزاعات في الموقع ضارة بسلطته؛ فصور عناصر الشرطة الإسرائيلية الذين يتعدون على المكان ويعتقلون المصلين المسلمين في مجمع الأقصى، كما حدث بتواتر أكبر على مدى العامين الماضيين، تجعل الأمر يبدو كما لو أن الملك أخفق في الدفاع عن مصالح المسلمين.[fn]مقابلة أجرتها مجموعة الأزمات مع مسؤول إسرائيلي، القدس، 3 آذار/مارس 2019. مقابلة أجرتها مجموعة الأزمات مع مسؤول أردني، 28 شباط/فبراير 2019.Hide Footnote  يفاقم هذا القلق الأزمات المتعددة التي يواجهها الأردن، إقليمياً (عبر تدفق اللاجئين السوريين، والاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل)، ومحلياً (ارتفاع الدين العام والبطالة، مصحوبة باحتجاجات حول ارتفاع تكاليف المعيشة والإصلاحات الضريبية) إن الظهور بمظهر المتحدي للسياسات الإسرائيلية في الأقصى يعزز شعبية الملك في وقت هو في أمس الحاجة إلى هذه الشعبية.[fn]مقابلة أجرتها مجموعة الأزمات مع مسؤول أردني، 28 شباط/فبراير 2019.Hide Footnote

كما تحضّر المملكة لتحاشي عدة مخاطر تخشى أن خطة إدارة ترامب للسلام قد تطرحها، إذا تحققت. وهذه تشمل، أولاً، احتمال الدعوة إلى دور سعودي محوري في إدارة الحرم الشريف (على حساب الأردن جزئياً أو كلياً)، وثانياً، احتمال دعوة الولايات المتحدة لوضع المسجد الأقصى تحت السيادة الإسرائيلية.[fn]رغم أن القادة الإسرائيليين يتداولون هذه الفكرة، لا يبدو أن هناك أساساً لمخاوف عمان في هذا الصدد. زعيم المعارضة السابق إسحاق هرتزوغ نشر مقالة في صحيفة إيلاف السعودية يدعو فيها إلى منح السعودية "دوراً محورياً" في إدارة الموقع. Ben Lynfield, “Saudis in Jerusalem: Opposition Leader Calls for Role for Kingdom at Al-Aqsa”, Jerusalem Post, 10 January 2018.. مقابلة أجرتها مجموعة الأزمات مع خبير فلسطيني مقدسي يتمتع بصلات قوية مع القصر، 6 آذار/مارس 2019.Hide Footnote على المدى القصير، تخشى الحكومة الأردنية من أن منظمة التحرير الفلسطينية، وكي تظهر معارضة الفلسطينيين لخطة السلام الأمريكية، ستثير التوترات في الأقصى.[fn]مقابلة أجرتها مجموعة الأزمات مع مسؤول أردني، 28 شباط/فبراير 2019.Hide Footnote

كي يتمكن الأردن من إدارة أي من هذه التوترات في الموقع وتحسين صورته كمدافع عن الأقصى، أعاد تشكيل مجلس الوقف في شباط/فبراير 2019، فوسع عضويته من 11 عضواً إلى 18 لكي يحدث بضعة تعديلات استراتيجية.[fn]مقابلة أجرتها مجموعة الأزمات مع مسؤول أردني، 28 شباط/فبراير 2019.Hide Footnote بات مجلس الوقف الآن أكثر استقلالاً بعد إضافة قادة مقدسيين غير محسوبين حصرياً على الحكومة الأردنية، وللمرة الأولى، وزير شؤون القدس في السلطة الفلسطينية، وهو أيضاً عضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. كان الأردن في الماضي يستبعد مثل هذه الشخصيات في تنافسه على النفوذ على الأقصى مع منظمة التحرير الفلسطينية، وهو التنافس الذي كان واضحاً في الإحساس بالضغينة الذي ساد العلاقة بين ملك الأردن، الملك حسين، ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات خلال تسعينيات القرن العشرين.

أما الآن، فإن الأردن لا يمتلك بدائل تذكر سوى التعاون مع الفلسطينيين. العلاقات الإسرائيلية الأردنية في مستوى متدن. منذ الاجتماع الأخير في 18 حزيران/يونيو 2018، وعلى خلفية منح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو استقبال الأبطال لحرس السفارة الإسرائيلية الذين قتلوا أردنيين في عمان في تموز/يوليو 2017، لم يرد الملك على الاتصالات الهاتفية لرئيس الوزراء.[fn]مقابلة أجرتها مجموعة الأزمات مع مسؤول إسرائيلي، القدس، 3 آذار/مارس 2019. مقابلة أجرتها مجموعة الأزمات مع مسؤول أردني، 28 شباط/فبراير 2019.Hide Footnote عمان تلوم إسرائيل على تأجيل مشروع نقل المياه بين البحر الأحمر والبحر الميت إلى موعد غير محدد بعد توقيعه، إضافة إلى الدفع بمشروع مطار رامون قرب إيلات دون التنسيق معه. وينظر القصر إلى ابتعاد الليكود عن دعم إقامة دولة فلسطينية، وازدياد عدد أعضاء الكنيست من حزب الليكود الذين يعبرون عن دعمهم لصيغة "الأردن هو فلسطين"، بوصفها تهديدات وجودية.[fn]مقابلة أجرتها مجموعة الأزمات مع خبير فلسطيني مقدسي يتمتع بعلاقات قوية مع القصر، 6 آذار/مارس 2019.Hide Footnote

كما تدهورت المواقف الإسرائيلية حيال الأردن بشكل مماثل؛ حيث فسر المسؤولون الإسرائيليون قرار الملك بعدم تجديد ترتيب تأجير الأراضي (في منطقتين حدوديتين في وادي الأردن في الشمال وفي منطقة عربة الجنوبية)، اللتان كانتا جزءاً من اتفاق السلام للعام 1994، بوصفه قراراً اعتباطياً معادياً اتخذ لإرضاء شرائح أردنية محلية متشددة على حساب شريك الأردن في السلام.[fn]مقابلة أجرتها مجموعة الأزمات مع مسؤول في وزارة الخارجية الإسرائيلية، القدس، 6 آذار/مارس 2019.Hide Footnote

الفلسطينيون في القدس، من جهتهم، كانوا قد طالبوا الأردن بإضافة ممثليهم إلى عضوية المجلس كوسيلة للحصول على الدعم السياسي الذي لا يحظون بالكثير منه من السلطة الفلسطينية أو منظمة التحرير الفلسطينية. منذ العام 2001 عندما أغلقت إسرائيل بيت الشرق – مقر منظمة التحرير الفلسطينية في المدينة، بحكم الأمر الواقع حيث كانت تجرى أنشطة اجتماعية وثقافية – حُرم الزعماء الفلسطينيون المقدسيون من الدعم السياسي. وإسرائيل تتحوط بيقظة وحذر لأي وجود أو نشاط للسلطة الفلسطينية في القدس. إن تسمية زعماء مقدسيين في مجلس الوقف يعطي هؤلاء درجة من السلطة السياسية وقناة مفتوحة مع المسؤولين الأردنيين.

من المحتمل أن يعمل المجلس الجديد بوصفه قيادة سياسية لفلسطينيي القدس، وأن يتخذ خطوات لمعالجة مشكلات تتجاوز إدارة الأقصى، مثل الجريمة وغياب القانون في القدس الشرقية. يضم المجلس الموسع الآن المشايخ الأربعة البارزين في القدس الذين وقفوا في طليعة الاحتجاجات الكبيرة التي جرت في تموز/يوليو 2017 ضد تركيب إسرائيل لبوابات إلكترونية - مغنطيسية في الحرم الشريف. يرى بعض فلسطينيي القدس في إضافة الشيخ عكرمة صبري، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الممول من تركيا، والذي يحظى بالاحترام على نطاق واسع، على أنه يمنح صوتاً للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مجلس الوقف.[fn]مقابلات أجرتها مجموعة الأزمات مع فلسطينيين مقدسيين، القدس، شباط/فبراير 2019.Hide Footnote وربما لهذا السبب فإن الدبلوماسيين الأتراك يتحدثون بشكل إيجابي عن الدور الحالي للأردن وعن المجلس بتشكيلته الجديدة.[fn]مقابلة أجرتها مجموعة الأزمات مع دبلوماسي تركي، 19 شباط/فبراير 2019.Hide Footnote

كما سبقت الإشارة، فإن توسيع المجلس وفر للأردن فرصة لإضافة عدة قادة حاليين وسابقين لمنظمة التحرير الفلسطينية، والسلطة الفلسطينية وقيادة فتح، بمن فيهم عدنان الحسيني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ووزير شؤون القدس في السلطة الفلسطينية. يبدو أن الحسابات الكامنة وراء هذه التشكيلة هو أن إضافة مثل هؤلاء الأعضاء سيثني القيادة الفلسطينية في رام الله عن إثارة النزاع في الموقع، على افتراض أنه إذا كان للمؤسسات الوطنية الفلسطينية حصة في إدارة الموقع، سيكون لها مصلحة في المحافظة على الهدوء.

لكن لا ينبغي المبالغة في تقدير أثر إضافة أعضاء من منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية إلى المجلس؛ حيث إن عدد الأعضاء ذوي الصلة بالسلطة الفلسطينية قليل، وجميعهم مقدسيون، وفي عدة حالات معروفون باستقلالهم حيال رام الله. على سبيل المثال، فإن حاتم عبد القادر، ورغم كونه قيادياً رفيع المستوى في فتح، فإنه انتقد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس علناً في عدة مناسبات ويحظى بالاحترام من قبل مؤيدي فتح وحماس على حد سواء في القدس.[fn]الأمر الأكثر أهمية هو أن المجلس الموسع مقدسي، وبالتالي فإن مساءلته تأتي في المقام الأول من قبل جمهور القدس الشرقية. طبقاً لفلسطيني مقدسي تربطه علاقات وثيقة بالقصر الملكي الأردني، فإن هذا دفع المجلس أصلاً إلى المحافظة على استقلاليته حتى فيما يتعلق بطلبات عمان. مقابلة أجرتها مجموعة الأزمات، القدس، 12 آذار/مارس 2019.Hide Footnote أما إذا ما كانت هذه الإضافات إلى مجلس الوقف ستحسن مكانة قادة السلطة الفلسطينية في القدس فهو أمر غير مؤكد؛ فرغم هذه التغييرات، فإن المسؤولين في رام الله الذين يزورون الأماكن المقدسة في المدينة قد يواجهون مصلين يرمونهم بالأحذية (كما حدث مع القيادي في فتح جبريل الرجوب في حزيران/يونيو 2018).

كما أن حقيقة أن عدداً من أعضاء المجلس المقربين من الرئيس عباس يمكن أن يثيروا توترات بين الوقف من جهة وحماس وكذلك الأنصار الفتحاويين لمحمد دحلان، خصم عباس، من جهة أخرى، يقلص هامش المناورة المتاح للوقف. يمكن لخصمي عباس استغلال أي اتفاق يتم التوصل إليه من قبل الوقف لتحميل المسؤولية لعباس عن الدفع إلى التوصل إلى تسوية حول المسجد الأقصى.

إن القرار الأردني بتقاسم مسؤولية الدفاع عن مصالح المسلمين حدت من سيطرته على قرارات مجلس الوقف، لكن فائدة ذلك هي أن الوقف بات أقدر على مواجهة التحركات الإسرائيلية في الموقع وفي أماكن أخرى. لقد شرح مسؤولون بارزون في القصر الملكي الهاشمي علناً أن المجلس بعد إعادة تشكيله "كلف بوضع استراتيجية أولية لمعالجة الظروف الاستثنائية وغير المسبوقة التي تهدد المسجد الأقصى، والوقف الإسلامي والهوية التاريخية للمدينة".[fn]Daoud Kuttab, “New Aqsa council gives Palestinians greater control in Jerusalem”, Al-Monitor, 21 February 2019.Hide Footnote

Crisis Group interview, Jerusalem, January 2019.Hide Footnote

Appearing defiant toward Israeli policies at al-Aqsa gives a boost to the King’s popularity when he most needs it.

Though the current Israeli government has given no indication that it would unilaterally build a synagogue at the site, Israeli leaders have raised the idea during final status negotiations with their Palestinian counterparts.[fn]A former senior adviser to PM Ehud Barak wrote: “Barak proposed to locate a synagogue somewhere in the north-eastern edges of the Mount”. Yossi Alpher, “Temple Mount/Haram al Sharif”, Bitterlemons, 5 June 2002. The proposal enraged Palestinians. “For the deliberations on Jerusalem, Barak, his ministers, and the members of his delegation assumed the garb of the most extreme fundamentalist Jews. Suddenly, secularists began talking a religious line avoided even by some Israeli rabbis. Suddenly, allowing Jews to pray in the Haram al-Sharif became an essential Israeli demand. What was more serious was that the American officials immediately adopted the position, seemingly unaware of the fact that they were toying with explosives that could ignite the Middle East and the Islamic world. Nor did they try to understand that they were adding a religious dimension to the conflict in such a way as to make a conflagration inevitable”. Akram Haniyeh, “The Camp David Papers”, Journal of Palestine Studies, vol. 30. no. 2 (Winter 2001), pp. 75-97.Hide Footnote One concern among Israeli leaders is that allowing the Waqf to turn the building into a high-profile dedicated prayer hall would prejudge final status negotiations on this matter.[fn]Crisis Group interview, former Israeli negotiator, Jerusalem, 28 February 2019.Hide Footnote Israeli Public Security Minister Gilad Erdan has vowed “there will not be a new mosque on the Temple Mount”.[fn]Yasser Okbi, “Israel Expected to Shut Mosque at Golden Gate This Week”, Ma’ariv, 10 March 2019.Hide Footnote For their part, no Palestinian leaders have expressed willingness to allow a synagogue to be established at the site, the entirety of which they consider a mosque.

The King of Jordan, as the custodian of Jerusalem’s Muslim holy sites, views contestations at the site as potentially damaging to his authority: images of encroaching Israeli police officers arresting Muslim worshippers in the al-Aqsa compound, as has occurred with greater frequency over the past two years, make it seem as though the King has failed to defend Muslim interests.[fn]Crisis Group interview, Israeli official, Jerusalem, 3 March 2019. Crisis Group interview, Jordanian official, 28 February 2019.Hide Footnote Compounding this worry is Jordan’s multiple crises, both regional (the influx of Syrian refugees, and U.S. recognition of Jerusalem as Israel’s capital) and domestic (high national debt and unemployment, coupled with protests over the rising cost of living and tax reforms). Appearing defiant toward Israeli policies at al-Aqsa gives a boost to the King’s popularity when he most needs it.[fn]Crisis Group interview, Jordanian official, 28 February 2019.Hide Footnote

The Kingdom is also preparing to deflect several risks that it fears the Trump administration’s peace plan, if released, may bring. These include, first, a possible call for a central Saudi role in the administration of the Haram al-Sharif (at Jordan’s partial or full expense), and second, a possible U.S. call to place the al-Aqsa mosque under Israeli sovereignty.[fn]Though Israeli leaders toy with this idea, there seems to be little basis in Amman for this fear. Former opposition leader Isaac Herzog published an article in the Saudi newspaper Elaph calling to give Saudi Arabia a “central role” in administering the site. Ben Lynfield, “Saudis in Jerusalem: Opposition Leader Calls for Role for Kingdom at Al-Aqsa”, Jerusalem Post, 10 January 2018. Crisis Group interview, Jerusalemite Palestinian expert with strong Palace contacts, 6 March 2019.Hide Footnote In the short term, the Jordanian government is concerned that, in order to demonstrate Palestinian opposition to the U.S. peace plan, the Palestine Liberation Organisation (PLO) will stoke tensions at al-Aqsa.[fn]Crisis Group interview, Jordanian official, 28 February 2019.Hide Footnote

To manage any such tensions at the site and improve its image as al-Aqsa’s defender, Jordan reconstituted the Waqf Council in February 2019, expanding it from 11 members to 18 in order to make a few strategic additions.[fn]Crisis Group interview, Jordanian official, 28 February 2019.Hide Footnote The Waqf Council is now more independent, after adding Jerusalem leaders not exclusively aligned with the Jordanian government, as well as, for the first time, the Palestinian Authority (PA) minister for Jerusalem affairs, who is also a PLO executive committee member. Jordan had previously excluded such figures in its competition for influence over al-Aqsa with the PLO, which was evident in the public acrimony between Jordan’s King Hussein and PLO Chairman Yasser Arafat during the 1990s.

Now, however, Jordan has few alternatives but to cooperate with the Palestinians. Israeli-Jordanian relations are at a low point. Since their last meeting in June 2018, and against the backdrop of Prime Minister Benjamin Netanyahu’s hero’s welcome for the Israeli embassy guard who killed two Jordanians in Amman in July 2017, the King has not been taking the prime minister’s phone calls.[fn]Crisis Group interview, Israeli official, Jerusalem, 3 March 2019. Crisis Group interview, Jordanian official, 28 February 2019.Hide Footnote Amman faults Israel for indefinitely halting the Red Sea-Dead Sea Water Conveyance project after having signed it, as well as for advancing the Ramon Airport project, near Eilat, without coordination. The palace views the Likud’s shift away from support for Palestinian statehood, and the growing number of Likud parliamentarians expressing support for the “Jordan is Palestine” formula, as existential threats.[fn]Crisis Group interview, Jerusalemite Palestinian expert with strong Palace contacts, 6 March 2019.Hide Footnote

Israeli attitudes toward Jordan have similarly deteriorated. Israeli officials interpreted the King’s decision not to renew a land leasing arrangement (in two border areas in the northern Jordan valley and in the southern Arava region), which was part of the 1994 peace agreement, as an arbitrary, hostile decision taken to please jingoist domestic constituencies at the expense of a peace partner.[fn]Crisis Group interview, Israel MFA official, Jerusalem, 6 March 2019.Hide Footnote

Palestinians in Jerusalem, for their part, had petitioned Jordan to include their representatives in the council as a means to secure political backing, of which they receive little from the PA or PLO. Since 2001, when Israel closed Orient House – the PLO’s de facto headquarters in the city, where political, social and cultural activities took place – Palestinian Jerusalemite leaders have been bereft of political support. Israel vigilantly guards against any PA presence or activity in Jerusalem. The nomination of Jerusalem leaders to the Waqf Council gives these leaders a measure of political power and an open channel to Jordanian officials.

The Jordanian decision to share responsibility for defending Muslim interests has diminished its control over the Waqf Council’s decisions, but the benefit is a Waqf better able to counter Israeli moves.

The new council could potentially act as a political leadership body for Palestinians in Jerusalem, taking steps to tackle problems beyond managing al-Aqsa, such as lawlessness and crime in East Jerusalem. The expanded council now includes the four prominent Jerusalem sheikhs who stood at the forefront of the large-scale July 2017 protests against Israel’s installation of electromagnetic gates at the Holy Esplanade. Some Palestinian Jerusalemites view the addition of the widely esteemed Sheikh Ikrima Sabri, head of the Turkey-funded Supreme Islamic Council, as granting Turkish President Recep Tayyip Erdoğan a voice in the Waqf Council.[fn]Crisis Group interviews, Palestinian Jerusalemites, Jerusalem, February 2019.Hide Footnote Turkish diplomats, perhaps for this reason, speak positively of Jordan’s current role and of the reconstituted council.[fn]Crisis Group interview, Turkish diplomat, 19 February 2019.Hide Footnote

As noted, the council’s expansion offered Jordan an opportunity to include several current and former PLO, PA, and Fatah leaders, including Adnan Husseini, a member of the PLO Executive Committee and PA Minister for Jerusalem Affairs. The calculation, presumably, is that admitting such members will discourage the Palestinian leadership in Ramallah from triggering a contestation at the site, assuming that if Palestinian national institutions have a stake in administering the site they will also have an interest in maintaining calm.

The impact of PLO and PA inclusion in the council should not be overstated, however. The new PA-affiliated members are few in number, all Jerusalemites, and, in several cases, known for their independence vis-à-vis Ramallah. For example, Hatem Abdel Qader, though a senior Fatah leader, has publicly criticised PA President Mahmoud Abbas on several occasions and is respected by both Fatah and Hamas supporters in Jerusalem.[fn]The expanded council is above all Jerusalemite, and as such has higher accountability to the public in East Jerusalem. According to a Jerusalemite Palestinian with strong contacts with the Jordanian royal palace, this already led the council to push back more than ever even against Amman’s requests. Crisis Group interview, Jerusalem, 12 March 2019.Hide Footnote Whether these additions to the Waqf Council will improve the stature of PA leaders in Jerusalem is uncertain. In spite of these changes, officials from Ramallah visiting the city’s holy site could well be met by worshippers throwing shoes at them (as happened to Fatah leader Jibril Rajoub in June 2018).

That several council members are close to President Abbas could also cause tensions between the Waqf on the one hand, and Hamas as well as Jerusalemite Fatah supporters of Abbas’s rival, Mohammed Dahlan, on the other, further constraining the Waqf’s margin of manoeuvre. The two Abbas opponents could exploit any deal reached by the Waqf to blame Abbas for abetting a compromise over the al-Aqsa mosque.

The Jordanian decision to share responsibility for defending Muslim interests has diminished its control over the Waqf Council’s decisions, but the benefit is a Waqf better able to counter Israeli moves at the site and beyond. Prominent Jordanian Palace officials have explained publicly that the reconstituted council has “been entrusted to draw up an initial strategy to address the extraordinary and unprecedented circumstances that threaten Al-Aqsa Mosque, the Islamic Waqf and the historic identity of the city”.[fn]Daoud Kuttab, “New Aqsa council gives Palestinians greater control in Jerusalem”, Al-Monitor, 21 February 2019.Hide Footnote

IV. صراع مستمر

مباشرة في أعقاب الأحداث عند باب الرحمة، اتخذت إسرائيل الخطوة غير المعتادة المتمثلة في اعتقال رئيس مجلس الوقف وعدد آخر من كبار مسؤولي الوقف مدعية انتهاكهم لأمر الإغلاق الصادر في العام 2003. في 24 شباط/فبراير، قررت محكمة إسرائيلية أنه لم يعد هناك مبرر قانوني لإغلاق الموقع، لأن أمر الشرطة كان قد انتهى مفعوله في آب/أغسطس 2018.[fn]“Israeli Police Reopen Temple Mount Holy Site After Clashes”, i24News, 13 March 2019.Hide Footnote

في 3 آذار/مارس، حظرت إسرائيل على كبار مسؤولي الوقف والنشطاء المسلمين المقدسيين دخول المجمع بأكمله، ولفترات تتراوح بين أسبوع وأربعة أشهر. وكان رد فعل الوقف – الذي تم التعبير عنه من قبل حراس لم يذكروا أسماءهم، لكن مدعومين من عمان ورام الله، والحركة الإسلامية في إسرائيل (الفرع الجنوبي) ومجلس الوقف – دعوة الفلسطينيين المقدسيين إلى إقامة صلوات احتجاجية على نطاق واسع خارج المجمع يوم الجمعة 8 آذار/مارس، في تقليد لتلك التي خرجت منتصرة من أزمة أجهزة الكشف عن الأجسام المعدنية في تموز/يوليو 2017.[fn]مقابلة هاتفية أجرتها مجموعة الأزمات مع قائد الفرع الجنوبي في الحركة الإسلامية، 6 آذار/مارس 2019. مقابلة هاتفية أجرتها مجموعة الأزمات مع مسؤول في منظمة التحرير الفلسطينية، 6 آذار/مارس 2019، ومقابلة هاتفية أجرتها مجموعة الأزمات مع مسؤول أردني، 6 آذار/مارس 2019. ومقابلة هاتفية أجرتها مجموعة الأزمات مع مسؤول في الوقف، القدس، 6 آذار/مارس 2019. Nir Hasson, “Waqf Guards Barred From Temple Mount by Israel Call for Mass Protest”, Haaretz, 6 March 2019.Hide Footnote في يوم الجمعة التالي، 8 آذار/مارس، احتشد المئات من موظفي الوقف والمتظاهرين الفلسطينيين، الذين منعتهم إسرائيل من دخول الحرم الشريف بسبب مشاركتهم في تحدي قيود الوصول التي فرضتها إسرائيل على مبنى باب الرحمة، احتشدوا خارج الحرم الشريف، وصلّوا في الأزقة المؤدية إلى المجمع. فلسطيني مقدسي عبر عن شعور شعبي بقوله: "هذا عقاب جماعي. لا تملك إسرائيل حق منعنا من دخول المسجد".[fn]مقابلة هاتفية أجرتها مجموعة الأزمات، القدس، 8 آذار/مارس 2019.Hide Footnote

منذ 8 آذار/مارس، شهد الموقع أحداث عنف طفيفة. في 12 آذار/مارس، رمى فلسطينيان زجاجة مولوتوف على موقع للشرطة على الهضبة العليا للحرم. رداً على ذلك، اعتقلت الشرطة يافعين وأخلت الموقع، وأغلقته حتى صباح اليوم التالي.[fn]اعترف الفتيان في المحكمة أنهما رميا قنبلة المولوتوف، وشرحا أنهما استهدفا شرطياً محدداً قالوا إنه كان قد دخل باب الرحمة قبل أسبوع ومشى على سجادات الصلاة وهو ينتعل حذاءه. انتشر مقطع فيديو لشرطي يدخل المبنى بحذائه رغم مطالبة المصلين المسلمين له بخلعه، انتشر على نطاق واسع على الشبكات الاجتماعية الافتراضية الفلسطينية. Nir Hasson, “Teens Suspected of Temple Mount Arson Say They Wanted to Harm Israeli Officer Who Provoked Worshippers”, Haaretz, 14 March 2019.Hide Footnote كما منعت الشرطة الوصول إلى المدينة القديمة عبر باب دمشق (باب العامود) وباب الساهرة (بوابة هيرودس)، اللذان يفضيان إلى الحيين الإسلامي والمسيحي باستثناء سكان المدينة القديمة.[fn]المبعوث الأممي إلى الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، حث كلا الطرفين على "احترام الوضع الراهن" في الحرم الشريف وممارسة ضبط النفس "لتحاشي إشعال وضع متوتر أصلاً". عبد الناصر أبو البصل، الوزير الأردني للشؤون الإسلامية والمواقع المقدسة وصف منع المصلين المسلمين من دخول الموقع بأنه "هجوم فاضح على جميع القيم، والحقوق والحريات الدينية" وعلى أنه "هجوم على المسلمين يمس الأمة الإسلامية بأسرها". كلاهما مقتبس في “Firebomb Sparks Unrest at Sensitive Jerusalem Holy Site”, Associated Press, 12 March 2019.Hide Footnote في 13 آذار/مارس، أعلن مجلس الوقف قراره الشروع فوراً بأعمال إصلاح باب الرحمة، "دون أي شكل من أشكال التدخل من قبل سلطات الاحتلال"، بينما سيظل مفتوحاً أمام المصلين.[fn]Khaled Abu Toameh, “Waqf Says It Will Start Renovating Golden Gate Site”, Jerusalem Post, 13 March 2019.Hide Footnote لكن في الجمعة التالية، 15 آذار/مارس، خلع المصلون الأبواب المقفلة في المبنى من مفاصلها، في احتجاج على ما يبدو على إغلاق الوقف للمبنى في الليل، متجاهلين مناشدات الشيخ الذي يؤم صلاة الجمعة بضرورة التزام قواعد السلوك اللائق.[fn]Nir Hasson, “Palestinians Tear Door off Temple Mount Site”, Haaretz, 17 March 2019.Hide Footnote

صبيحة يوم 17 آذار/مارس، مددت محكمة في القدس أمر الإغلاق لمدة 60 يوماً.[fn]تقرير إخباري لإذاعة الجيش، 17 آذار/مارس 2019.Hide Footnote يمكن لمجلس الوقف استئناف الحكم، لكن الشرطة الفلسطينية تفرض تنفيذ الإغلاق حالياً. يرى المسؤولون الأردنيون في هذا التدخل القانوني محاولة إسرائيلية لإجبار الوقف للاعتراف بالولاية الإسرائيلية على الموقع المقدس، المحتل طبقاً للقانون الدولي، في انتهاك للموقف المبدئي القديم للوقف، ويرفضون الانخراط مع نظام المحاكم الإسرائيلية بشأن المسألة.[fn]Daoud Kuttab, “Israel Court Closes Holy Site Flashpoint, Goads Jordan to Respond”, Al-Monitor, 22 March 2019.Hide Footnote

Crisis Group phone interview, Jerusalem, 8 March 2019.Hide Footnote

Palestinians of Jerusalem view the building’s reopening as perhaps their most significant victory since July 2017.

Since 8 March, the site has seen minor violence. On 12 March, two Palestinians hurled a Molotov cocktail into the police post on the esplanade’s upper plateau. In response, the police arrested two teenagers for the act and evacuated the site, closing it until the following morning.[fn]The teenagers confessed in court to having thrown the Molotov bottle, explaining they targeted a specific police officer who, they said, had entered the Gate of Mercy building a week earlier, walking on prayer mats while wearing his shoes. A video of the police officer entering the building with his shoes in spite of requests by Muslim worshippers to take them off was widely disseminated on Palestinian virtual social networks. Nir Hasson, “Teens Suspected of Temple Mount Arson Say They Wanted to Harm Israeli Officer Who Provoked Worshippers”, Haaretz, 14 March 2019.Hide Footnote The police also closed access to the Old City through the Damascus Gate and Herod Gate, which lead to the Muslim and Christian quarters, except for Old City residents.[fn]The UN Mideast envoy, Nickolay Mladenov, urged both sides to "respect the status quo" at the Holy Esplanade and exercise restraint “to avoid inflaming an already tense situation”. Abdul Nasser Abu Basal, Jordanian Minister of Islamic Affairs and Holy Sites, described the barring of Muslim worshippers from the site as “a flagrant assault on all religious values, rights and freedom” and “an attack on all Muslims that touches the entire Islamic nation”. Both quoted in “Firebomb Sparks Unrest at Sensitive Jerusalem Holy Site”, Associated Press, 12 March 2019.Hide Footnote On 13 March, the Waqf Council declared its decision to immediately commence repair works at the Gate of Mercy building, “without any form of intervention by the occupation authorities", while keeping it open to prayer.[fn]Khaled Abu Toameh, “Waqf Says It Will Start Renovating Golden Gate Site”, Jerusalem Post, 13 March 2019.Hide Footnote But on the next Friday, 15 March, worshippers tore the locked doors of the building off their hinges, apparently in protest of the Waqf’s closure of the building at night, ignoring pleas for civility from the sheikh leading the Friday prayers.[fn]Nir Hasson, “Palestinians Tear Door off Temple Mount Site”, Haaretz, 17 March 2019.Hide Footnote

On the morning of 17 March, the Jerusalem Magistrate Court extended the closure order for 60 days.[fn]Army Radio News report, 17 March 2019.Hide Footnote The Waqf Council can appeal the ruling, but currently the Israel police is enforcing the closure. Jordanian officials see this legal intervention as an Israeli attempt to force the Waqf to recognise Israeli jurisdiction over the holy site, which is occupied according to international law, in violation of the Waqf’s longstanding principled position, and refuse to engage with Israel’s court system on the matter.[fn]Daoud Kuttab, “Israel Court Closes Holy Site Flashpoint, Goads Jordan to Respond”, Al-Monitor, 22 March 2019.Hide Footnote

V. المحافظة على الهدوء في الموقع

يقول المسؤولون الإسرائيليون والأردنيون إنهم اتفقوا من حيث المبدأ على معالجة القضايا الإشكالية في الموقع عبر خطة على مراحل تبدأ بإغلاق المبنى لإجراء أعمال الإصلاح وتنتهي بإعادة فتحه أمام الاستخدام المنتظم. إلا أن هناك عدة نقاط عالقة.[fn]مقابلات أجرتها مجموعة الأزمات مع مسؤول إسرائيلي، 12 آذار/مارس 2019 ومع مسؤول في الوقف 13 آذار/مارس 2019.Hide Footnote يذكر أن رئيس الوزراء نتنياهو قرر السماح للوقف بتركيب سقالات على جدران المبنى استعداداً لأعمال الصيانة التي يقودها الوقف (بشكل أساسي لإصلاح السقف المتداعي).[fn]عضو في الفرع الجنوبي للحركة الإسلامية في إسرائيل قال: "لأن ما ينبغي إصلاحه هو السقف، يمكن للوقف تمرير منع الصلاة داخل المبنى خلال فترة الإصلاح، طالما ظلت أبواب المبنى مفتوحة وسُمح بإقامة الصلاة في باحات المبنى خلال تلك الفترة". مقابلة أجرتها مجموعة الأزمات، القدس، 27 آذار/مارس 2019.Hide Footnote لكنه اشترط لإجراء أي عمليات إصلاح من ذلك القبيل التنسيق مع السلطات الإسرائيلية. وطبقاً لنفس التقرير، قرر أيضاً أن إسرائيل ستقترح أن يقدم الأردن خطة صيانة إلى لجنة إسرائيلية – أردنية مشتركة لإدارة الحرم الشريف.[fn]Daniel Siroti and Ariel Kahane, “Waqf Council Head Arrested on Suspicion of Violation IDF and Court Order”, Israel Hayom, 24 February 2019.Hide Footnote لا يلقى هذا الطرح أي قبول في الأردن، الذي يرفض التعاون مع إسرائيل في موضوع الصيانة، لأن ذلك سيمنح الشرعية لدور إسرائيل في المنطقة.[fn]مقابلة أجرتها مجموعة الأزمات مع مسؤول أردني، 28 شباط/فبراير 2019.Hide Footnote

بشكل عام، فإن إسرائيل والوقف على طرفي نقيض فيما يتعلق بمصير مبنى باب الرحمة وبشأن السياسات الناظمة للحرم الشريف بمجمله. وتشمل النتائج المحتملة قيام إسرائيل بإغلاقه بالكامل، وهو أمر من غير المرجح أن يؤدي إلى نتائج ملموسة لأن الفلسطينيين، كما تمت الإشارة أعلاه، مستعدون لحشد آلاف المصلين لمنع حرمانهم من الوصول إلى الموقع؛ وإدارته على أنه مصلى؛ واستخدامه كمكاتب للوقف؛ أو استخدامه كمعهد تعليمي إسلامي.[fn]خبير إسرائيلي لشؤون القدس قال: "إن وضع فريق من الشرطة لحراسة منع الدخول إلى مجمع باب الرحمة عندما يكون آلاف المصلين الفلسطينيين محتشدين في الموقع يوم الجمعة من شأنه أن يؤدي إلى حمام دم يشمل رجال الشرطة، أو المصلين أو كليهما معاً. مقابلة أجرتها مجموعة الأزمات، القدس 19 آذار/مارس 2019. اثنان من كبار علماء الآثار في هيئة الآثار الإسرائيلية كتبا في العام 2001 أن الباب الذهبي يستخدم الآن كمدرسة". Avni & Seligman, p. 9. Gideon Avni and Jon Seligman, The Temple Mount 1917-2001: Documentation, Research and Inspection of Antiquities, Israel Antiquities Authority, 2001.Hide Footnote لأكثر من عقد من الزمن والأردن يطالب إسرائيل بالسماح بأن يكون المبنى مقراً لمعهد تعليمي يموله الأردن، هو الكرسي المكتمل لدراسة فكر الإمام الغزالي.[fn]طبقاً للتراث الإسلامي، فإن الإمام الغزالي (1058-1011)، وهو أحد العلماء والفلاسفة المسلمين البارزين،" أقام في الغرفة الموجودة على سطح باب الرحمة حيث كتب كتابه الشهير 'إحياء علوم الدين'". ‘The Revival of Religious Sciences’”. Al Aqsa Mosque Al-Haram Ash-Sharif, Palestinian Academic Society for the Study of International Affairs, August 2013, p. 56.Hide Footnote

فلسطينيو القدس، الذين يعتبرون أنفسهم مدافعين عن الموقع نيابة عن جميع المسلمين، ويرون في الصراع على الموقع المقدس جزءاً من صراعهم الأوسع مع إسرائيل وخصوصاً احتلالها للضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ينظرون إلى إعادة فتح المبنى على أنه أكبر انتصار لهم منذ تموز/يوليو 2017، عندما أجبر عشرات آلاف المتظاهرين السلطات الإسرائيلية على إزالة البوابات الإلكترونية – المغناطيسية المركبة حديثاً من مداخل الحرم الشريف. ويرون أن نتنياهو يبدو أكثر حذراً في أعقاب احتجاجات تموز/يوليو 2017، حيث لم يتجرأ على الأمر بإعادة إغلاق المبنى، فيما يبدو خشية الاصطدام مع الآلاف من زوار الموقع في أيام الجمعة.[fn]مقابلات أجرتها مجموعة الأزمات مع فلسطينيين مقدسيين، القدس، أواخر شباط/فبراير 2019.Hide Footnote إن النصر الفلسطيني الظاهري في الموقع أغضب شرائح مهمة من القواعد الداعمة لنتنياهو.[fn]رئيس الاتحاد الوطني عضو الكنيست بيزاليل سموتريتش ورئيس اليمين الجديد عضو الكنيست نفتالي بينيت اغتنما الفرصة لإبعاد الناخبين المتدينين القوميين عن الليكود، وانتقدا سلوك نتنياهو بشأن أزمة باب الرحمة على أنه "استسلام خطير للعنف" و"جبن في مواجهة التهديدات". مقتبس على التوالي في Itay Gadasi, “Shameful Surrender: ‘The State Will Grant the Waqf Responsibility for Repairing the Gate of Mercy”, 93FM, 6 March 2019؛ و “Bennett Attacks Netanyahu: ‘Caught in Gantz Syndrome, Fears Terrorists’”, Maariv, 4 March 2019.Hide Footnote

ما يدفع إلى التصلب في الموقف التفاوضي الإسرائيلي هو اقتراب الانتخابات الإسرائيلية. لقد انتقده الصهاينة المتدينون لسماحه للوقف، على حد تعبير أحدهم، "أن يقيم مرة أخرى مسجداً جديداً على جبل الهيكل، وهو المسجد الخامس".[fn]مقابلة أجرتها مجموعة الأزمات مع أحد نشطاء الهيكل البارزين، القدس، 4 آذار/مارس 2019. المسجدان الرئيسيان في الحرم الشريف هما قبة الصخرة والأقصى، أو المسجد القبلي. إضافة إلى ذلك، خلال وجود نتنياهو رئيساً للوزراء للمرة الأولى في أواخر التسعينيات، حول الوقف نفقين تحت الحرم إلى مصليين: واحد تحت الأقصى، والآخر تحت المسجد المرواني، في الزاوية الجنوبية الشرقية للحرم. الصهاينة المتدينون يتهمون نتنياهو بأنه تصرف بجبن في وجه الاحتجاجات الكبيرة للمسلمين بشأن الموقع. لمراجعة الموقع المحدد للمصليات، انظر الملحق 2.Hide Footnote حاخام صهيوني متدين محبط قال: "نتنياهو انتقد غانتس [قائد كتلة الأزرق والأبيض والخصم الانتخابي الرئيسي لنتنياهو] لاستعداده لتقسيم القدس، بينما يقوم نتنياهو بتقسيم جبل الهيكل!"[fn]مقابلة أجرتها مجموعة الأزمات، القدس، 8 آذار/مارس 2019.Hide Footnote

في ضوء هذه الضغوط، دَفع نتنياهو للحصول على تنازلين فوريين من الوقف يتمثلان في إشراف هيئة الآثار الإسرائيلية على أشغال الوقف والإغلاق المؤقت لمبنى دار الرحمة قبل بداية هذه الأشغال.[fn]مقابلة أجرتها مجموعة الأزمات مع مسؤول إسرائيلي، القدس، 7 آذار/مارس 2019. كانت إسرائيل تقليدياً تشرف على أعمال الوقف عن طريق موظفي هيئة الآثار الإسرائيلية التي يعمل موظفوها دون أن يراهم أحد، حيث يرتدون أحياناً بزات رجال الشرطة. يسعى المسؤولون الإسرائيليون بشكل خاص لتسوية مسألة الأعمدة الخشبية القديمة الموجودة في باحات باب الرحمة.Hide Footnote رفض الأردن بغضب كلا المطلبين في محادثات جرت في 7 آذار/مارس بين رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي. العديد من المسلمين سيفهمون مثل هذه التسوية مع إسرائيل بشأن الحرم الشريف فقط بوصفها قبولاً بالسيادة الإسرائيلية، لكنهم سيعتبرون أن الأردن أيضاً يساعد إسرائيل في إلحاق الهزيمة بالحشود الشعبية الفلسطينية.[fn]مقابلة أجرتها مجموعة الأزمات مع مسؤول أردني، 10 آذار/مارس 2019.Hide Footnote

استمرت المفاوضات من فوق رؤوس الفلسطينيين عندما توجه وفد إسرائيلي رفيع المستوى إلى عمان نحو منتصف آذار/مارس. وافقت إسرائيل على ألا تغلق الموقع قبل الانتخابات الإسرائيلية، ففككت بذلك بعض الجوانب الملحة في الأزمة، لكنها أصرت على أنها بعد إكمال أعمال الإصلاح للبناء لن يكون المبنى أكثر من مكتب للوقف.[fn]مقابلة أجرتها مجموعة الأزمات مع مسؤول إسرائيلي، القدس، 24 آذار/مارس 2019.Hide Footnote إلا أن قادة الوقف في القدس الشرقية يستمرون في المطالبة بأن يستخدم المبنى كمصلى ويقولون إنه يمكن إقامة الصلاة من وقت لآخر خلال أعمال الإصلاح.[fn]مقابلة أجرتها مجموعة الأزمات، القدس، 25 آذار/مارس 2019.Hide Footnote يبدو أن الطرفين أجلا الأزمة بدلاً من تسويتها.

حتى لو نجحت إسرائيل والوقف في تسوية الأزمة المباشرة، يبقى هناك العديد من التحديات؛ إذ إن غياب التواصل السياسي بين كبار القادة الأردنيين والإسرائيليين يجعل من الصعوبة بمكان التوسط في التوترات التي تسود الحرم الشريف بسرعة وفعالية. علاوة على ذلك، ومنذ اعتراف الرئيس ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، فإن عمان صدت عروض الولايات المتحدة لإصلاح العلاقة بين حليفيها.[fn]مسؤول أردني قال: "لم يعد بإمكاننا الاعتماد على الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بالقدس، وبالتالي بالأقصى". مقابلة هاتفية أجرتها مجموعة الأزمات، 6 آذار/مارس 2019.Hide Footnote بعد أسبوعين على بداية الأزمة، يرفض قادة الوقف عروض الوساطة والدعم التقني من قبل حكومات غربية أخرى، خشية أن يبعث ذلك بإشارة إلى تدويل موقع مقدس يعتقدون أنه ينبغي أن يظل إسلامياً حصراً.[fn]مقابلة أجرتها مجموعة الأزمات مع دبلوماسي غربي، القدس، 14 آذار/مارس 2019.Hide Footnote لقد فاقم كبار رجال الدين اليهود والمسلمين الأزمة بغياب التواصل فيما بينهم. الصهاينة المتدينون الذين يحتشدون سياسياً حول الموقع والسلطات الإسلامية في القدس الشرقية التي تديره واقعة في حالة عميقة من الإنكار المتبادل. من منظور يتجاوز الأزمة الحالية، يمكن لنشطاء المجتمع المدني الإسرائيليين والفلسطينيين أن يسعوا لإقامة حوار بين السلطات الدينية من كلا الجانبين، مع احتمال التركيز على قواعد الوصول إلى الموقع المقدس.[fn]مسؤول في البيت اليهودي قال: "تنازلات [رئيس الوزراء] نتنياهو للمسلمين تنتهك القانون الديني. لا يمكن لذلك أن يتحقق في جبل الهيكل. لكن إذا دعم الحاخامات الصهاينة المتدينون البارزون قرارات نتنياهو، حتى [بيزاليل سموتريتش] عضو الكنيست من الصقور، لن ينتقدهم". مقابلة أجرتها مجموعة الأزمات، القدس، 5 آذار/مارس 2019. كما يمكن للعمل مع السلطات الدينية أن يخفف حدة التوترات من خلال فتح مسارات مغلقة حالياً نحو اتفاق على الوضع النهائي. لمراجعة التفاصيل، انظر إحاطة مجموعة الأزمات حول الشرق الأوسط رقم 48. كيفية المحافظة على الهدوء الهش في الحرم القدسي الشريف. 7 نيسان/أبريل 2016.Hide Footnote

في هذه الأثناء، فإن عمان لا تتمتع بمساحة كبيرة للمناورة. لقد واجه ملك الأردن ضغوطاً محلية متنامية على خلفية أزمة باب الرحمة؛ حيث دعا البرلمان الأردني إلى طرد السفير الإسرائيلي في الأردن وسحب السفير الأردني من إسرائيل.[fn]"توصية من مجلس النواب الأردني بطرد سفير إسرائيل بسبب الأقصى"، الشرق الأوسط، 19 آذار/مارس 2019. النائب الأردني من أصول فلسطينية محمد هديب ذهب إلى حد التشكيك بموقف الوقف مدعياً: "الوصاية الهاشمية القدس تحتضر". انتفاضة نيابية ضد النائب محمد هديب، صحيفة الأنباط، 18 آذار/مارس 2019.Hide Footnote وفي مواجهة الانتقادات من الفلسطينيين، لم يعد بوسع عمان التفاوض من فوق رؤوس الفلسطينيين. رغم أن عمان وسعت ومكنت الوقف للحصول على الدعم الفلسطيني في القدس الشرقية، فإن الأردن يجد صعوبة في شرعنة أي حل تفاوضي مع إسرائيل بعد أن قضى المصلون الفلسطينيون أكثر من شهر يفرضون إرادتهم بشكل مباشر في تحدٍ للسلطات الإسرائيلية.

إن حلاً تفاوضياً سيتطلب من الوقف تأمين موافقة مختلف المعنيين، سواء من أعضاء المجلس أو من خارجه، خصوصاً الفصائل الفلسطينية في القدس والحركة الإسلامية في إسرائيل. إن دفاعه الوحيد ضد الاتهامات ببيع القضية لإسرائيل هي الإشارة إلى مطالبته الموثقة جيداً باستخدام المبنى كمعهد تعليمي إسلامي.[fn]انظر، على سبيل المثال، وصفي الكيلاني، "الانتهاكات الإسرائيلية للأماكن المقدسة والطبيعة التاريخية للمدينة القديمة في القدس"، الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة، آب/أغسطس 2016.Hide Footnote بدلاً من ذلك، يمكنه محاولة إقناع إسرائيل بأن ثمة اختلافاً ذي معنى بين مسجد بمواصفات كاملة، وهو ما تعهد نتنياهو ووزير الأمن الداخلي جلعاد أردان بمنعه، ومُصلى ليس فيه إمام ولا منبر تلقى منه خطبة.

إضافة إلى ذلك، يمكن للحكومة الإسرائيلية القادمة أن تتوسع في سياسة قمع عمليات السلطة الفلسطينية في القدس الشرقية لتشمل الاعتقالات أو أعمال أخرى ضد أعضاء الوقف المرتبطين بالسلطة الفلسطينية، أو حتى الوقف برمته.[fn]مقابلة أجرتها مجموعة الأزمات مع عضو كنيست من البيت اليهودي، القدس، 21 آذار/مارس 2019.Hide Footnote يمكن للموقف الناشط الجديد الذي يتخذه المجلس، في تحدٍ للقيود التي تفرضها إسرائيل على أنشطة السلطة الفلسطينية في القدس من خلال واقع ضم مسؤول رفيع المستوى في السلطة الفلسطينية إلى عضوية المجلس أن يدفع إسرائيل، التي طبقت قوانينها على القدس الشرقية في انتهاك للقانون الدولي (ما يرقى إلى عملية ضم غير شرعية في نظر الجهات الفاعلة الدولية)، إلى فرض هذا القيد بشكل أكثر صرامة. عضو المجلس حاتم عبد القادر، على سبيل المثال، أعلن أن المجلس سيعمل في سائر أنحاء المدينة على الحد من بيع الأراضي لمنظمات المستوطنين اليهود في كل المدينة.[fn]إذاعة أجيال، 23 شباط/فبراير 2019.Hide Footnote علاوة على ذلك، فإن ما يتوقع من نشر خطة ترامب للسلام، التي قد تقترح السيادة الإسرائيلية على الموقع المقدس حتى مع دعوتها للمحافظة على الوضع الراهن، يشكل حافزاً للطرفين ليعبرا عن اعتزامهما السيطرة على الموقع. يمكن أن يتم نشر الخطة في أي وقت بين الانتخابات الإسرائيلية (9 نيسان/أبريل) والأيام التالية لنهاية رمضان (4 حزيران/يونيو).

بالنظر إلى هشاشة الوضع في هذا الموقع الرمزي والاستراتيجي، فإن إيجاد تسوية دائمة بشأن بناء باب الرحمة ينبغي أن يكون أولوية لجميع الأطراف. بدلاً من النظر إلى مصير الموقع على أساس منطق صفري، ينبغي على القادة الإسرائيليين، والفلسطينيين والأردنيين أن يبحثوا عن مكسب يمكن أن يكون أكبر. إذا تمكنوا من تسوية النزاع عن طريق التوافق – ربما بجعل الوقف يستخدم البناء لأغراض تعليمية إسلامية أو كمصلى بدلاً من أن يكون مسجداً – فإن المجلس الجديد قد يواجه عقبات أقل من الحكومة الإسرائيلية، رغم إضافته لمسؤول بارز في السلطة الفلسطينية إلى عضويته.[fn]مقابلة أجرتها مجموعة الأزمات مع مسؤول في الوقف، القدس، 25 آذار/مارس 2019.Hide Footnote إذا تمكن من التوصل إلى هذا الترتيب، سيكون المجلس قد عكس القيود الإسرائيلية المفروضة على الفلسطينيين. على النقيض من ذلك، فإن نصراً فلسطينياً حصرياً من شأنه أن يثير رد فعل إسرائيلي، ما سيعرض للخطر قدرة المجلس على تلبية الاحتياجات الفلسطينية في القدس وفي الحرم الشريف بشكل خاص. كما أنه سيدفع إلى رد من قبل الصهاينة المتدينين؛ حيث يمكن لعدد أكبر من الحاخامات أن يعكسوا حكمهم الذي يحظر الزيارات إلى الموقع، وقد يغير القادة السياسيون القوانين بحيث يسمحوا لليهود بالصلاة هناك.

طبقاً للوضع الراهن، يمكن للوقف أن يحدد وظيفة المبنى طالما لم يلحق الضرر بطبيعته الأثرية.[fn]يعود انعدام ثقة إسرائيل بأعمال الصيانة التي يقوم بها الوقف إلى أواخر تسعينيات القرن العشرين، عندما سهل الوقف تحويل مساحتين كبيرتين تحت الحرم على حافته الجنوبية إلى مصليين (المرواني والأقصى القديم)، حيث أزال من الحرم خلال ثلاث ليالي متتابعة نحو 10,000 طن من التراب المليء بالقطع الأثرية الإسلامية واليهودية وتخلص منها دون دراسة. لمراجعة جميع تفاصيل، انظر تقرير مجموعة الأزمات حول الشرق الأوسط رقم 155، حالة الوضع الراهن للحرم القدسي الشريف، 30 حزيران/يونيو 2015، ص. 8.Hide Footnote في حين أن إعادة فتحه كمعهد تعليمي يديره الوقف أو كمصلى قد تمنح للفلسطينيين في مجلس الوقف وللفلسطينيين في القدس الشرقية بشكل عام إنجازاً يسمح لنتنياهو بالادعاء بأنه لم يستسلم. يمكن لمثل هذه النتيجة أن تقلص مخاطر نشوء تصعيد كبير قد يكون مهلكاً، وقد يؤدي إلى فرض قيود على حرية وصول الفلسطينيين إلى الموقع.[fn]وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي قال: "إن فرض القانون أيام الجمعة أصعب بكثير بسبب كلفة مواجهة عشرات آلاف المصلين". خلال الفترة 2014-2016، طبقت الشرطة الإسرائيلية بشكل منتظم تصنيفات عمرية أو قيوداً على النوع الاجتماعي فيما يتعلق بالوصول إلى المجمع. وبالنظر إلى أن هذه الممارسة غذت تنامي العنف، فإن الشرطة امتنعت فعلياً عن تطبيقها، لكن أزمة طويلة يمكن أن تدفعها إلى اللجوء إليها مرة أخرى. مقابلة أجرتها مجموعة الأزمات مع خبير إسرائيلي بالمواقع المقدسة، القدس، 19 آذار/مارس 2019 للمزيد من التفاصيل حول القيود على الوصول وآثارها، انظر إحاطة مجموعة الأزمات حول الشرق الأوسط رقم 48، كيفية المحافظة على الهدوء الهش في الحرم القدسي الشريف، 7 نيسان/أبريل 2016.Hide Footnote يمكن لقيام الوقف بإصلاح وإعادة فتح المبنى أمام الدراسات الإسلامية أو كمصلى أن يشكل حصيلة عملية للجميع، حتى لو رفض كلا الطرفين مثل هذه التسوية الآن.[fn]القادة الإسرائيليون وأعضاء مجلس الوقف الفلسطينيون يرفضون مثل هذه التسوية حالياً؛ إذ تصر إسرائيل على وجوب استخدام المبنى حصرياً لأغراض إدارية. مسؤول إسرائيلي قال: "قبل العام 2003، كان المبنى مكتباً. وما من سبب لأن يكون أكثر من ذلك". مقابلة أجرتها مجموعة الأزمات، القدس، 21 آذار/مارس 2019. مسؤول في الوقف قال: "إنه مصلى. ولا تستطيع إسرائيل تغيير ذلك". مقابلة أجرتها مجموعة الأزمات، القدس، 21 آذار/مارس 2019. الطرفان اعترفا بأن موقف كل منهما متشكل بفعل الرأي العام الإسرائيلي والفلسطيني المقدسي وقد يتغير طبقاً لذلك.Hide Footnote

According to Muslim tradition, Imam al-Ghazzali (1058-1111), a prominent Islamic scholar and philosopher, “stayed in the chamber on the top of the Mercy Gate where he wrote his famous book ‘The Revival of Religious Sciences’”. Al Aqsa Mosque Al-Haram Ash-Sharif, Palestinian Academic Society for the Study of International Affairs, August 2013, p. 56.Hide Footnote

Hardening Israel’s negotiating position are the approaching Israeli elections.

Palestinians of Jerusalem, who consider themselves defenders of the site on behalf of all Muslims, and see the struggle over the holy site as part of their broader conflict with Israel and particularly its occupation of the West Bank, including East Jerusalem, view the building’s reopening as perhaps their most significant victory since July 2017, when tens of thousands of protesters compelled Israeli authorities to remove newly installed electromagnetic gates from the entries to the Holy Esplanade. They see that Netanyahu seems more cautious in the wake of the July 2017 protests: he has not dared to order the reclosing of the building, apparently fearing a clash with the thousands visiting the site on Fridays.[fn]Crisis Group interviews, Palestinian Jerusalemites, Jerusalem, late February 2019.Hide Footnote The appearance of a Palestinian victory at the site has enraged important parts of Netanyahu’s base.[fn]National Union Chairman MK Bezalel Smotrich and New Right Chairman MK Naftali Bennett seized the opportunity to draw national-religious voters away from the Likud, criticising Netanyahu’s conduct regarding the Gate of Mercy crisis for "dangerous surrender to violence” and “cowardice in front of threats”. Quoted respectively in Itay Gadasi, “Shameful Surrender: ‘The State Will Grant the Waqf Responsibility for Repairing the Gate of Mercy”, 93FM, 6 March 2019; and “Bennett Attacks Netanyahu: ‘Caught in Gantz Syndrome, Fears Terrorists’”, Maariv, 4 March 2019.Hide Footnote

Hardening Israel’s negotiating position are the approaching Israeli elections. Religious Zionists have been criticising Netanyahu for allowing the Waqf to, as one of them said, “yet again create a new mosque on the Temple Mount, the fifth one”.[fn]Crisis Group interview, prominent Temple activist, Jerusalem, 4 March 2019. The Holy Esplanade’s two main mosques are the Dome of the Rock and the al-Aqsa, or Qibli, mosque. Additionally, during Netanyahu’s first premiership in the late 1990s, the Waqf turned two subterranean spaces below the esplanade into prayer halls: one below the al-Aqsa, the other below the Marwani mosque, on the esplanade’s south-eastern corner. National-religious activists accuse Netanyahu of having behaved cowardly in the face of large-scale Muslim protest concerning the site. For the prayer halls’ exact locations, see Annex 2.Hide Footnote An exasperated national-religious rabbi said: “Netanyahu criticised Gantz [Blue and White leader and main electoral rival to Netanyahu] for being willing to divide Jerusalem, but Netanyahu is dividing the Temple Mount!”[fn]Crisis Group interview, Jerusalem, 8 March 2019.Hide Footnote

In light of these pressures, Netanyahu has pushed for two immediate concessions from the Waqf: overt Israel Antiquities Authority (IAA) supervision of Waqf works and a temporary closure of the Gate of Mercy building before these works commence.[fn]Crisis Group interview, Israeli official, Jerusalem, 7 March 2019. Israel traditionally supervised Waqf works by means of inconspicuous Israel Antiquities Authority staff, occasionally donning police uniforms. Israeli officials seek in particular to resolve the matter of ancient wooden beams that lie in the Gate of Mercy’s courtyards.Hide Footnote Jordan angrily rejected both demands in the 7 March talks between Israeli National Security HeadMeir Ben Shabbat and Jordanian Foreign Minister Ayman Safadi. Many Muslims would not only construe such an accommodation with Israel on the Holy Esplanade as an acceptance of Israeli sovereignty, but would also view Jordan as aiding Israel in defeating Palestinian mass mobilisation.[fn]Crisis Group interview, Jordanian official, 10 March 2019.Hide Footnote

Negotiations continued above the heads of Palestinians when another high-level Israeli delegation travelled to Amman around mid-March. Israel agreed not to close the site before Israeli elections, defusing some of the urgency of the crisis, but insisted that after repairs the building could not serve as more than a Waqf office.[fn]Crisis Group interview, Israeli official, Jerusalem, 24 March 2019.Hide Footnote Waqf leaders in East Jerusalem, however, continue to demand that the building serve as a prayer hall and say that occasional prayer would be possible during repair works.[fn]Crisis Group interview, Jerusalem, 25 March 2019.Hide Footnote The parties seem to have postponed the crisis rather than settled it.

Even if Israel and the Waqf succeed in resolving the immediate crisis, many challenges remain. The absence of political communication between senior Jordanian and Israeli leaders makes it harder to mediate tensions at the Holy Esplanade quickly and effectively. Moreover, since President Trump’s recognition of Jerusalem as Israel’s capital, Amman has spurned U.S. offers to mend the relationship between its allies.[fn]A Jordanian official said: “We can no longer rely on the U.S. when it comes to Jerusalem and hence al-Aqsa”. Crisis Group phone interview, 6 March 2019.Hide Footnote Two weeks into the crisis, Waqf leaders have rejected offers for mediation and technical support by other Western governments, fearing these would signal an internationalisation of a holy site they believe ought to be exclusively Muslim.[fn]Crisis Group interview, Western diplomat, Jerusalem, 14 March 2019.Hide Footnote Top Jewish and Muslim religious authorities have compounded the crisis by their lack of communication. Religious Zionists who mobilise politically around the site and the East Jerusalem Islamic authorities who administer it are in a deep state of mutual denial. Beyond the immediate crisis, Israeli and Palestinian civil society activists could pursue dialogue between religious authorities from the two sides, possibly with a focus on access norms at the holy site.[fn]A Jewish Home official said: “[PM] Netanyahu’s concessions to the Muslims violate religious law. This can’t fly at the Temple Mount. But if prominent national religious rabbis publicly supported Netanyahu’s decisions, even [hawkish MK] Betzalel Smotrich would not criticise them”. Crisis Group interview, Jerusalem, 5 March 2019. Work with religious authorities might also defuse tensions by opening up currently closed pathways toward a final status agreement. For details see Crisis Group Middle East Briefing N°48, How to Preserve the Fragile Calm at Jerusalem’s Holy Esplanade, 7 April 2016, p. 17.Hide Footnote

A Jewish Home official said: “[PM] Netanyahu’s concessions to the Muslims violate religious law. This can’t fly at the Temple Mount. But if prominent national religious rabbis publicly supported Netanyahu’s decisions, even [hawkish MK] Betzalel Smotrich would not criticise them”. Crisis Group interview, Jerusalem, 5 March 2019. Work with religious authorities might also defuse tensions by opening up currently closed pathways toward a final status agreement. For details see Crisis Group Middle East Briefing N°48, How to Preserve the Fragile Calm at Jerusalem’s Holy Esplanade, 7 April 2016, p. 17.Hide Footnote

The anticipated publication of Trump’s peace plan incentivises both sides to signal their intent to have control over the site.

Amman, meanwhile, has limited room to manoeuvre. The King of Jordan has faced growing domestic pressures against the backdrop of the Gate of Mercy crisis. The Jordanian parliament called for the expulsion of Israel’s ambassador to Jordan and the withdrawal of Jordan’s ambassador to Israel.[fn]“Jordan: MPs Call For Expelling Israeli Ambassador Over Aqsa Aggressions”, Asharq al-Awsat, 19 March 2019. A Jordanian MP of Palestinian origins, Mohammad Hadeeb, went as far as to question the Waqf’s position and claimed: “Hashemite custodianship over the holy sites in Jerusalem is dying”. “Parliamentary uprising against MP Mohammad Hadeeb”, Al-Anbat News, 18 March 2019.Hide Footnote Facing criticism from Palestinians, Amman can no longer negotiate over the Palestinians’ heads. Although Amman expanded and empowered the Waqf to secure Palestinian support in East Jerusalem, Jordan will find it difficult to legitimise any negotiated solution with Israel after Palestinian worshippers spent over a month directly asserting their will in defiance of Israeli authorities.

A negotiated solution would require the Waqf to secure the consent of various stakeholders, both Council members and external ones, notably Palestinian factions in Jerusalem and Israel’s Islamic movement. Its only defence against accusations of selling out to Israel is to point to its well-documented demand to use the building as an Islamic educational institute.[fn]See, for example, Wasfi Kailani, “Israeli Violations: Against the Holy Places and the Historic Character of the Old City of Jerusalem”, The Hashemite Fund for the Restoration of al-Aqsa Mosque and the Dome of the Rock, August 2016.Hide Footnote Alternatively, it could attempt to convince Israel that there is a meaningful difference between a full-fledged mosque, which Netanyahu and Internal Security Minister Gilad Erdan vowed to prevent, and a prayer space (musallah), in which there is no imam or pulpit (minbar) from which to deliver a sermon.

In addition, Israel’s next government might extend Israel’s policy of cracking down on PA operations in East Jerusalem to arrests or other actions against PA-affiliated Waqf members, or even the Waqf as a whole.[fn]Crisis Group interview, Jewish Home MK, Jerusalem, 21 March 2019.Hide Footnote The council’s newly activist stance, challenging Israel’s restriction on PA activities in Jerusalem by the very fact of including a senior PA official on the Council, could push Israel, which applied its laws to East Jerusalem in contravention of international law (tantamount to an illegal annexation in the eyes of international actors), to more assertively enforce the restriction. Council member Hatem Abdel Qader, for instance, declared the council would act to curb land sales to Jewish settler organisations across the city.[fn]Ajyal Radio, 23 February 2019.Hide Footnote Furthermore, the anticipated publication of Trump’s peace plan, which may well propose Israeli sovereignty over the holy site even as it calls for the maintenance of the Status Quo, incentivises both sides to signal their intent to have control over the site. The plan could be published anytime between the Israeli elections (9 April) and the days following the end of Ramadan (4 June).

Reopening the Gate of Mercy building to Muslim use would be a notable achievement for the council.

Given the volatility at this symbolic and strategic site, finding a lasting accommodation regarding the Gate of Mercy building ought to be a priority for all parties. Rather than seeing the fate of the site in zero-sum terms, Israeli, Palestinian and Jordanian leaders should look to a potentially greater win. Were they to resolve the dispute consensually – perhaps by having the Waqf use the building for Islamic educational purposes or as a standard prayer space rather than a full-fledged mosque (masjid) – the new council might face fewer obstacles from the Israeli government, in spite of its inclusion of a prominent PA official.[fn]Crisis Group interview, Waqf official, Jerusalem, 25 March 2019.Hide Footnote If it secures this arrangement, the council would have successfully reversed Israeli restrictions for Palestinians. In contrast, an exclusive Palestinian victory could provoke an Israeli backlash, endangering the council’s capacity to address Palestinian needs in Jerusalem and at the esplanade in particular. It could also feed a religious Zionist response: more rabbis may reverse their ruling that bans visits to the site, and political leaders may change laws to permit Jewish prayer.

According to the Status Quo, the Waqf can decide the building’s function as long as it does not harm archaeology.[fn]Israel’s deep mistrust in Waqf repair works dates back to the late 1990s, when the Waqf facilitated the transformation of two large subterranean spaces on the esplanade’s southern edge to prayer halls (Marwani and Ancient al-Aqsa), removing from the esplanade in three consecutive nights some 10,000 tons of earth replete with Islamic and Jewish artefacts, discarding them without study. For full details, see Crisis Group Middle East Report N°159, The Status of the Status Quo at Jerusalem’s Holy Esplanade, 30 June 2015, p. 8.Hide Footnote Reopening it as a Waqf-operated educational institute or as a prayer space could give Palestinians on the Waqf Council and Palestinians in East Jerusalem more generally an achievement while allowing Netanyahu to claim he did not capitulate. Such a result would decrease the risk of a major, potentially deadly escalation, possibly resulting in new restrictions on Palestinian freedom of access to the site.[fn]Israel’s internal security minister said: “On Fridays enforcement is much harder because the cost is confronting tens of thousands of worshippers”. Hamateh Hamercazi, TV Channel 13, 11 March 2o19. During 2014-2016, the Israel police regularly applied categorical age or gender limitations on access to the compound. Because this practice nourished violence, the police virtually desisted from employing it but a sustained crisis may lead it to resort to it again. Crisis Group interview, Israeli expert on holy sites, Jerusalem, 19 March 2019. For further details on access limitations and their effects see Crisis Group Middle East Briefing N°48, How to Preserve the Fragile Calm at Jerusalem’s Holy Esplanade, 7 April 2016.Hide Footnote The Waqf repairing and reopening the building for Islamic studies or as a prayer space could be a workable outcome for all, even if both sides reject such a compromise for now.[fn]Both Israeli leaders and Palestinian Waqf Council members reject such a compromise at present. Israel insists the building should be used strictly for administrative purposes. An Israeli official said: “Before 2003, the building was an office. There is no reason for it to be more than that”. Crisis Group interview, Jerusalem, 21 March 2019. A Waqf official said: “It’s a prayer hall. Israel can’t change that”. Crisis Group interview, Jerusalem, 21 March 2019. Both acknowledged that their respective positions are shaped by Israeli and Palestinian Jerusalemite public opinion and might evolve in accordance.Hide Footnote

VI. الخلاصة

لقد شهدت الشهور الأولى من العام 2019 اندلاع مستويات متدنية من العنف حول معركة السيطرة على مبنى باب الرحمة داخل الحرم القدسي الشريف، والذي تطور إلى صراع قوى بين إسرائيل والأردن والوقف. منذ فتح الوقف المبنى في 19 شباط/فبراير 2019 بدأ المصلون الفلسطينيون باستخدامه كمصلى، وقد أصدرت إسرائيل أوامر تقييد ضد أكثر من عشرين من حراس الوقف واعتقلت تسعة عشر فلسطينياً، بمن فيهم قاصرين اعترفا برمي قنابل المولوتوف على مركز للشرطة.

انخرط الأردن وإسرائيل في محادثات لتهدئة التوترات في الحرم، لكن مع عدم استعداد أي منهما للتنازل عن أي إجراء إضافي في مجال السيطرة على الموقع المقدس للطرف الآخر، وبإقصاء الوقف المقدسي، فقد توقف التقدم في ذلك المجال. وبمرور كل يوم تقريباً، هناك توترات جديدة تتعلق بمبنى باب الرحمة. إن العثور على حل عملي للأزمة الراهنة – ربما بتحويل مبنى باب الرحمة إلى معهد تعليمي إسلامي، كما اقترح الأردن، أو ربما كمصلى عادي يسمح بالصلاة، كما يطالب الفلسطينيون، لكن أقل من مسجد كامل، الأمر الذي ترفضه إسرائيل – سيكون في مصلحة جميع الأطراف. كما يوفر فرصة نادرة لتمكين مجلس الوقف، الذي يضم ومنذ شباط/فبراير شخصيات فلسطينية مستقلة بارزة من القدس الشرقية. ستكون إعادة فتح مبنى باب الرحمة لاستخدام المسلمين إنجازاً بارزاً للمجلس، الذي يمكنه أن يوجه جهوده من ثم إلى مساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين على تخفيف حالة انعدام القانون وانتشار الجريمة في القدس الشرقية بشكل عام.

القدس/بروكسل، 3 نيسان/أبريل 2019

الملحق آ. خريطة الحرم القدسي الشريف

أعيد رسم الخريطة من قبل مجموعة الأزمات استناداً إلى خريطة في كتاب: Gideon Avni and Jon Seligman, The Temple Mount 1917-2001: Documentation, Research and Inspection of Antiquities, 2001. بالإذن من هيئة الآثار الإسرائيلية.

Subscribe to Crisis Group’s Email Updates

Receive the best source of conflict analysis right in your inbox.