"حرب الظل" الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة
"حرب الظل" الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة
Iran-Israel - conflict alert
Emergency personnel extinguish a fire caused by a strike on the Iranian consulate in Syria's capital Damascus on 1 April 2024. LOUAI BESHARA / AFP
Alert 2 minutes

"حرب الظل" الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة

تتبادل إيران وإسرائيل التهديدات والتهديدات المضادة في أعقاب الضربة التي نُسبت لإسرائيل للقنصلية الإيرانية في دمشق في 1 نيسان/أبريل. من الضروري أن يتجنب كلا الجانبين المزيد من التصعيد، وإلَّا قد يؤدي ذلك إلى اندلاع حريق شامل في الشرق الأوسط.

يمكن للضربة الجوية التي وقعت في 1 نيسان/أبريل، ونُسبت إلى إسرائيل، وأسفرت عن مقتل عدد من أفراد الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، بمن فيهم قادة كبار، في القنصلية الإيرانية في دمشق، أن تحوِّل "حرب الظل" الدائرة منذ سنوات بين إسرائيل وإيران إلى صراع إقليمي مفتوح وشامل. في الأيام التي تلت الضربة، حذَّرت القيادة في طهران من أنها ستنتقم، وتبادلت التهديدات والتهديدات المضادة مع إسرائيل بشأن عمل انتقامي تعتقد أجهزة الاستخبارات الأميركية وتلك الحليفة لها أنه قادم بالفعل.

تتصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل منذ سنوات. ففي سورية، تقوم إسرائيل بحملة عسكرية نشطة يسميها استراتيجيوها "حرباً بين الحروب"، تستهدف شحنات الأسلحة الإيرانية، التي يتجه بعضها إلى لبنان، والأفراد المرتبطين بإيران. كانت ضربة دمشق هي الأحدث في سلسلة من العمليات منذ أواخر عام 2023 ضد أفراد الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس التابع له. كما نفذت عمليات سرية متكررة لإضعاف برنامج إيران النووي ومنشآتها العسكرية وبنيتها التحتية للطاقة؛ وتبادلت الهجمات المتبادلة مع إيران في أعالي البحار وفي الفضاء الإلكتروني. وفي الوقت نفسه، دعمت إيران، التي يشكل عداء حكومتها لإسرائيل عقيدة ثورية أساسية، مجموعة متنوعة من الميليشيات التي تنظر إليها إسرائيل بقلق. لقد سلحت إيران حماس ودرَّبتها منذ وقت طويل؛ وأشادت بالهجوم الدامي الذي شنته الحركة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 في جنوب إسرائيل. وأيدت الإجراءات المتخذة على جبهات متعددة ضد إسرائيل وداعمتها الخارجية الرئيسية المتمثلة في الولايات المتحدة – من قبل الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان والمقاومة الإسلامية في العراق وسورية – على مدار الصراع الذي نشأ لاحقاً في قطاع غزة؛ في حين يُذكر أيضا أنها ترسل الأسلحة إلى الضفة الغربية. 

على خلفية الصراع في قطاع غزة، الذي دخل الآن شهره السابع، تهدد سياسة حافة الهاوية بين هذين الخصمين اللدودين بتحويل "الحرب بين الحروب" إلى مواجهة مباشرة. لقد سعت القيادة الإيرانية عادة إلى الاحتفاظ بما يسميه المسؤولون الإيرانيون "الصبر الاستراتيجي" في الرد على الهجمات السابقة، ومواجهة التخريب الواقع على منشآتها النووية بمضاعفة التوسع النووي، والرد على استهداف كبار قادتها بتعميق الالتزام بتعزيز قدرات حلفائها من غير الدول في المنطقة. يحذر البعض في طهران من فخ تصعيدي، حيث يمكن لهجوم انتقامي رداً على ضربة القنصلية أن يؤدي إلى وقوع مواجهة بين الجمهورية الإسلامية ليس مع إسرائيل فحسب، بل أيضاً مع الولايات المتحدة، التي تعهدت علناً بالدفاع عن إسرائيل. ويعتقد آخرون أن خصوم إيران سيفسرون عدم الرد على هذه العملية الأخيرة في سلسلة طويلة من عمليات الاستهداف على أنه ضعف، مما سيؤدي إلى مزيد من الهجمات الإسرائيلية الأكثر أهمية.

لكن مخاطر سوء التقدير آخذة في الارتفاع، وقد تكون الآثار المترتبة عليها عميقة. من المرجح أن يؤدي هجوم تشنه القوات الإيرانية على إسرائيل، ولا سيما إذا كان هجوماً مباشراً، إلى رد تصعيدي على شكل هجوم انتقامي إسرائيلي. وقد أوضح المسؤولون الإسرائيليون أن إسرائيل ستردُّ بالمثل على استهداف مباشر لأراضيها. ومن غير المرجح أن تقف واشنطن مكتوفة الأيدي، بغض النظر عن خلافاتها مع إسرائيل بشأن غزة. بعبارة أخرى، فإن العمل الإيراني، حتى لو تم تصوره في طهران على أنه ذو طبيعة محسوبة ومحدود النطاق، يمكن أن يشعل بسرعة مواجهة أوسع تشمل حلفاء الجانبين.

من الضروري أن يتجنب كلا الجانبين حدوث تصعيد كبير، بتشجيع وضغط من شركائهما، أو على الأقل احتوائه من حيث مدته ونطاقه. لكن حتى لو نجحوا في القيام بذلك في هذه المناسبة، فإن استمرار الحرب في قطاع غزة يدفع الشرق الأوسط نحو الهاوية، في سيناريو كارثي سيخسر فيه الجميع.

 

Subscribe to Crisis Group’s Email Updates

Receive the best source of conflict analysis right in your inbox.